حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبيد الله بن هوذة القريعي، أنه قال: حدثني رجل، سمع جرموزا الهجيمي، قال: قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: " أوصيك أن لا تكون لعانا "
للأخلاقِ في الإسلامِ أهمِّيَّةٌ عُظْمى؛ فقد بُعِثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لِيُتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ ويُكمِلَها؛ فيَنْبَغي على المؤمِنِ أن يتَخلَّقَ بالأخلاقِ الحَميدةِ، ويَتْرُكَ الأخلاقَ السَّيِّئةَ، ومِن ذلك ألَّا يَكونَ مِن دَيدَنِه اللَّعنُ، كما يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الحديثِ: "لا يَكونُ المؤمِنُ لعَّانًا"، أي: كثيرَ اللَّعنِ، واللَّعنُ هو الدُّعاءُ بالطَّردِ مِن رحمةِ اللهِ. والمعنى: أنَّ المؤمِنَ الحقَّ لا يُكثِرُ اللَّعنَ بغيرِ حقٍّ، ولا يَلعَنَ إلَّا مَن لعَنه اللهُ ورسولُه، وهذا مِن تمامِ الإيمانِ ومِن حُسنِ الخُلقِ، وأتَى بصِيغةِ المُبالَغةِ "لعَّانًا"؛ لأنَّ اللَّعنَ ربَّما وقَع مِن المؤمنين نادِرًا، والنَّهيُ إنَّما هو عن الكَثرةِ في اللَّعنِ؛ فدلَّ على أنَّ المذمومَ إنَّما هو الإكثارُ مِن اللَّعنِ.