حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، ح وابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن خباب، قال: " شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم شدة الرمضاء، فما أشكانا " يعني في الصلاة وقال ابن جعفر: " فلم يشكنا "
كانَ الصَّحابةُ رضِي اللهُ عنهم يَرجِعونَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فيما أَشكلَ عليهم، ولا يتقدَّمونَ بينَ يديِه، ومِن ذلكَ ما ذكرهَ خبَّابُ بنُ الأرتِّ رضِي اللهُ عنه في هذا الحديثِ، حيثُ قالَ: أتيْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فشَكَوْنا إليه حرَّ الرَّمْضاءِ، أي: شكوْنا إليه مَشقَّةَ إقامةِ صلاةِ الظُّهرِ في أوَّلِ وقتِها لأجْلِ ما يُصيبُ أقدامَنا عندَ الخُروجِ إليه - كما فسره أبو إسحاقَ رَاوي الحديثِ. مِنَ "الرَّمضاءِ"، وهي الرَّملُ الذي اشتدَّتْ حَرارتُه، "فلمْ يُشْكِنا"، أي: فلمْ يُزِلْ عنَّا شكْوانا، ولمْ يُجبْهم إلى ما يُريدونَ؛ لأنَّهم أرادُوا تأخيرَ الصَّلاةِ عنْ وقتِها.
ولعلَّه لمْ يُجبْهم على تأخيرِ الصَّلاةِ لَمَّا طلبُوا ذلكَ حتَّى لا يكونَ ذريعةً إلى تركِها إلى آخرِ وقتِها، وحتَّى لا يتَّخِذوا ذلكَ عادةً لهم.
وفي الحديثِ: تحمُّلُ العبدِ ما يَشقُّ عليه في الطَّاعةِ؛ رجاءَ الثَّوابِ العظيمِ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ..