ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا

بطاقات دعوية

ذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا

(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) (البقرة279)


ففي ضمن هذا الوعيد: أن المرابي محارب لله ورسوله، قد آذنه الله بحربه.

ولم يجيء هذا الوعيد في كبيرة سوى الربا، وقطع الطريق،والسعي في الأرض بالفساد،

لأن كل واحد منهما مفسد في الأرض قاطع الطريق على الناس:

هذا بقهره لهم وتسلطه عليهم.

وهذا بامتناعه من تفريح كرباتهم إلا بتحميلهم كربات أشد منها.

فأخبر عن قطاع الطريق بأنهم يحاربون الله ورسوله.

وأذن هؤلاء إن لم يتركوا الربا بحربه وحرب رسوله.


ثم قال: (وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ) يعني إن تركتم الربا وتبتم إلى الله منه، وقد عاقدتم عليه، فإنما لكم رؤوس أموالكم لا تزدادون عليها فتظلمون الآخذ.

ولا تنقصون منها فيظلمكم من أخذها. فإن كان هذا القابض معسرا فالواجب إنظاره إلى ميسرة. وإن تصدقتم عليه وأبرأتموه فهو أفضل لكم وخير لكم.

فإن أبت نفوسكم وشحّت بالعدل الواجب أو الفضل المندوب فذكروها يوما ترجعون فيه إلى الله وتلقون ربكم،

فيوفيكم جزاء أعمالكم أحوج ما أنتم إليه.


فذكر سبحانه المحسن وهو المتصدق ثم عقبه بالظالم وهو المرابي.