ذكر الاختلاف على أبي هريرة في السجدتين 4
سنن النسائي
أخبرنا أبو الأشعث، عن يزيد بن زريع، قال: حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، قال: سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث ركعات من العصر، فدخل منزله، فقام إليه رجل يقال له الخرباق، فقال: يعني نقصت الصلاة يا رسول الله؟ فخرج مغضبا يجر رداءه، فقال: «أصدق؟» قالوا: نعم، «فقام فصلى تلك الركعة ثم سلم، ثم سجد سجدتيها، ثم سلم»
في هذا الحديثِ يقولُ عِمْرَانُ بنُ الحُصَيْنِ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى العَصرَ فسلَّم في ثَلاثِ رَكعاتٍ، أي: في آخرِ ثَلاثِ رَكعاتٍ من صَلاةِ العَصرِ، ثُمَّ دخَلَ مَنزلَه بعدَما فَرَغَ منَ الصَّلاةِ، فقام إليه رَجلٌ في أثناء دُخولِ مَنزلِه، وهذا الرَّجلُ يُقالُ له: الخِرْبَاقُ، وكان في يديه طُولٌ بالنِّسبَةِ إلى سائرِ النَّاسِ فذَكَرَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَنيعَه من تَسليمِه في ثَلاثِ رَكعاتٍ، وأنَّ ذلك هل هو لنِسيانٍ أو لقَصرِ الصَّلاةِ؟ فخرج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُغضبًا يَجرُّ رِداءَه، يَعنِي لِكثْرَةِ اشتِغالِه بشأنِ الصَّلاةِ خرَج يَجُرُّ رِداءَه ولم يَتمهَّلْ لِيلْبَسَه، "فقال للقَومِ: أَصَدَقَ هذا؟ قالوا: نَعَمْ"، أي: صَدَقَ فيما قاله، فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فصلَّى تِلك الرَّكعةَ الَّتي كان تَرَكَ، ثُمَّ سلَّم، ثُمَّ سجدَ سجدتين"، والمرادُ سَجدَتَا السَّهوِ الَّذي حَصَلَ في تلك الصَّلاةِ، جَبرًا لها. ثُمَّ سَلَّم تسليمَ التَّحلُّلِ منَ الصَّلاةِ
وفي هذا الحديثِ: أنَّه إذا ادَّعى أحدٌ شيئًا جرَى بحضْرَةِ جَمْعٍ كثيرٍ لا يَخفَى عليهم سُئِلُوا عنه ولا يُعمَلُ بقَولِه من غَيرِ سُؤالٍ
وفيه: إثباتُ سُجودِ السَّهوِ وأنَّه سجدَتَانِ، وأنَّه يُكبِّرُ لكلِّ واحدةٍ منهما، وأنَّهما على هيئَةِ سُجودِ الصَّلاةِ