كيف الوتر بتسع 1
سنن النسائي
أخبرنا هارون بن إسحق، عن عبدة، عن سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، أن عائشة قالت: «كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه وطهوره فيبعثه الله عز وجل لما شاء أن يبعثه من الليل، فيستاك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، ويحمد الله، ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم ويدعو بينهن، ولا يسلم تسليما، ثم يصلي التاسعة ويقعد ـ وذكر كلمة نحوها ـ ويحمد الله ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ويدعو ثم يسلم تسليما يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو قاعد»
في هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المُؤمنِينَ عائِشةُ رَضِي اللهُ عنها عن عددِ الرَّكَعاتِ الَّتِي كان يصلِّيها النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن اللَّيلِ، فتقولُ: "كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي ثلاثَ عَشْرَةَ ركعةً بِرَكعتَيْه قبلَ الصُّبحِ" أي: إنَّ الثلاثَ عَشْرَةَ رَكعَةً تَشمَلُ ركعتَيِ النَّافِلَةِ الَّتِي تكونُ قبلَ الفَجرِ، "يُصَلِّي سِتًّا مَثْنَى مَثْنَى"، أي: يسلِّم بينهُنَّ فتكون الركعاتُ السِّتُّ ركعتَيْن ركعتَيْن، "ويُوتِرُ بخَمْسٍ لا يَقعُدُ بينهُنَّ إلَّا في آخِرِهِنَّ"، أي: كانت الركعاتُ الخَمْسُ مُتواصلاتٍ، لم يَجلِسْ بينهُنَّ للتشهُّدِ أو للتسليمِ بين كلِّ ركعتَيْن وركعتَيْنِ، حتَّى سلَّم وانتَهَى منهُنَّ جميعًا مرَّةً واحدةً
وفي الحديثِ: بيانُ كيفيَّةِ صلاةِ القيامِ والتطوُّعِ، وأنَّها تكونُ ركعتَيْن ركعتَيْن
وفيه: مشروعيَّةُ صلاةِ الوِترِ رَكَعاتٍ فَردِيَّةً مُتواصِلَةً دونَ الفَصلِ بينهُنَّ بتشهُّدٍ