قال الإمام القرطبي رحمه الله:
"فإن قيل: كيف نرى الشرور والمعاصي واقعةٌ في رمضان كثيرًا فلو صُفّدت الشياطين لم يقع ذلك؟ فالجواب: أنها إنما تغل عن الصائمين، الصوم الذي حوفظ على شروطه، وروعيت آدابه، أو المصفَّد بعض الشياطين، وهم المردة، لا كلهم، أو المقصود تقليل الشرور فيه، وهذا أمر محسوس؛ فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية؛ لأن لذلك أسباباً غير الشياطين، كالنفوس الخبيثة، والعادات القبيحة، والشياطين الإنسية".