لما بلغت خمس عشرة سنة قال لي أبي
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، حدثنا محمد بن المنذر الهروي، حدثنا طاهر بن الفضل بن سعيد الحلبي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: " لما بلغت خمس عشرة سنة قال لي أبي: «يا بني قد انقطعت عنك شرائع الصبي فاختلط بالخير تكن من أهله، ولا تزايله فتبين منه، ولا يغرنك من مدحك بما تعلم أنت خلافه منك؛ [ص:112] فإنه ما من أحد يقول في أحد من الخير ما لم يعلم منه إلا قال فيه عند سخطه عليه من الشر على قدر ما مدحه، واستأنس بالوحدة من جلساء السوء، ولا تنقل أحسن ظني بك إلى أسوأ ظني بمن هو دونك، فاعلم أنه لن يسعد بالعلماء إلا من أطاعهم؛ فأطعهم تسعد، واخدمهم تقتبس من علمهم» قال سفيان: فجعلت وصية أبي قبلة أميل إليها، ولا أميل معها، ولا أعدل عنها