ما افترض الله عز وجل على رسوله عليه السلام وحرمه على خلقه ليزيده إن شاء الله قربة إليه 2
سنن النسائي
أخبرنا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا الضحى، عن مسروق، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: «قد خير رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، أوكان طلاقا»
في هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها زوجُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "خيَّرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، وذلك في قولِه تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا} [الأحزاب: 28]؛ الآيةَ، فأمَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنْ يُخيِّرَ زَوْجاتِه بينَ الصَّبرِ عليه والرِّضا بما قسَمَ لهنَّ والعمَلِ بطاعَةِ اللهِ، وبينَ أنْ يُمتِّعَهنَّ ويُفارِقَهنَّ إنْ لم يَرضَيْنَ بالَّذي يَقْسِمُ لهنَّ، قالَت عائشةُ: "فاختَرْناه"، أيِ: اختَرْنا النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "فلم يَعُدَّ"، أي: فلم يَحسُبْ، "ذلك شيئًا" مِن الطَّلاقِ؛ وذلك أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد اختار لنبيِّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أزواجَه، وجَعَلهنَّ طاهِراتٍ مُطهَّراتٍ مِن كلِّ سوءٍ، فاختَرْنَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم والدَّارَ الآخرَةَ لَمَّا خيَّرهنَّ