محاضرة 27

بطاقات دعوية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

 هذه المحاضرة هى السابعة والعشرون من علم العقيدة ، وذكرتُ فى المحاضرة السابقة عدة أمورٍ أذكرُ منها :-

  • بينتُ جواز استخدام اسم إخبارى ألا وهو الموجود أى تُخبرُ عن الله الخالق عز وجل أنه موجود كما تُخبرُ عنه بنص كتاب الله أنه شىءٌ وغير ذلك وبينتُ معنى الاسم الإخبارى.
  • كذلك بينتُ أن أدلة إثبات الخالق عند أهل السنة هى بعينها أدلةُ الأحكام التى تعلمونها.
  • بينتُ كذلك الدليلُ الأول عند أهل السنة لإثبات الخالق ألا وهو الشرع وبينتُ أن هذا الطريق هو طريق الأنبياء لإثباتِ الخالق عز وجل.
  • كذلك بينتُ أستدل الأعرابىُ عن إثبات الخالق وذلك بالآيات التى نصبها الله عز وجل للعباد

وبينتُ أن الدليل الأول الشرع توجد فيه طريقة آخرى ليست هى الآيات وإنما هذه الطريقة ما يُسمى بقياس الأولى وقد بينتها من خلال آية النحل رحمه اللهفَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [سورة النحل:74] وبينتُ أن هذه الآية مخُصصة بقوله تعالى رحمه الله لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة النحل:60]

إذاً معنى الآية فلا تضربوا لله الأمثال إلا المثل الأعلى وبينتُ أن الأمثلة هى الأقيسة والأقيسة كثيرة جداً منها القياس التمثيلى ومنها

القياس الشمولى وبينتُ أن القياسين لا يجوزان فى الله  الخالق عز وجل بأى وجهٍ من الوجوه بل أن مدلولهما واحدٌ وإن زعم المتكلمون أن القياس التمثيلى يختلفُ عن القياس الشمولى هذا خطاٌ بين وواضح وبينتُ أنه لا يجوزُ إلا قياس الأولى فى حق الله  الخالق عز وجل .

نبدء اليوم إن شاء الله تعالى من خلاصة الدليلِ الأول وهو رحمه اللهالشرع)

 فخلاصةُ هذا الدليل ولو قُلنا خلاصة هذا الطريق أو الطريقة

أن هذه الطريقة أثبت رباً هو عينُ المطلوب أثبتت رباً له اسم الرب وله اسم الخالق وله اسم المالك وله اسم القادر وله اسم الغنى، كذلك هذه الطريقة أثبت لله  الخالق عز وجل الصفا ت العليا صفات الجلال والكمال والعظمة من كل وجه

بينت أن الله  الخالق عز وجل ذو قدرةٍ فهو القادرُ وهو القدير وهو المُقتدر بينت أنه غنىٌ والغنى لازمٌ لذاته كما أن الفقر لازمٌ لذات المخلوق إلى هنا ينتهى الكلام على الدليل الأول ألا وهو أن أهل السنة والجماعة يثبتون الخالق بالشرع بآياته بقياس الأولى فياترى ما موقف الأشاعرة من هذا الدليل ؟

أقولُ أنه لا يمكنُ إثبات الخالق عند الأشاعرة بآيةٍ واحدة من كتاب الله بحديثٍ واحد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بقياس الأولى بأى وجهٍ من الوجوه إنما يزعمون أن إثبات الخالق لا يكونُ البتة إلا بطريق النظر والإستدلال ماذا يقصدون بطريق النظر والإستدلال؟ هذه التى يسمونها بنظرية الحدوث والقدم يعنى يقولون بأن الكون حادث ٌ وأن كل حادثٍ لابد له من مُحدث

إذاً من المعادلتين الأولى والثانية إذاً الكونُ لابد له من مُحدثٍ فهذه هى طريقتهم ويزعمون أنه لا توجد طريقة البتة من الممكن أن تُوصلنا إلى وجود البارى   عز وجل إلا هذه الطريقة التى استقوها من أفلاطون واراسطو وسقراط وبقراط وفيثاغورث عياذاً بالله تعالى والحقيقة أنا بينتُ هذه المسألة بشىءٍ من التفصيل فى كلامنا عن الأشاعرة وكُلها محاضرات مسجلة ولكن أُذَكرُ هنا ببعض الأقوال على عُجالة حتى تعلم هذه الطامةُ الكُبرى انظر ماذا يقولُ أبو المعالى الجوينى المتوفى فى سنة الحادية والسبعين وأربعامئة من الهجرة فى كتابٍ له يُسمى الإرشاد انظر ماذا يقول قال رحمه اللهوذهب المحققون إلى أن أول واجبٍ على المُكلف النظرُ والإستدلال المؤديان إلى معرفة الصانع ) وأنتم تعلمون أن التكليف له شروط تتعلق بالفاعل وتتعلق بالفعل من شروط الفاعل البلوغ

إذاً كلام أبو المعالى الجوينى يزعم بأن أول شىءٍ على الُمكلف أن يستدلَ على وجود الله  الخالق عز وجل بالحدوث والقدم المعادلتان السابقتان اللتان ذكرتُهما من قريب ويقولُ هذا هو أولُ واجب عليه عياذاً بالله تعالى وعليه نسألهُ هل تدلُ آيات الله  الخالق عز وجل على ذلك ؟

 الجوابُ لا وسيأتى هذا صراحةً كما سيأتى إن شاء الله تعالى العجب أنه يزعمُ أن من بلغ ولم يستدل على وجود الله  الخالق عز وجل بالنظرِ والإستدلال ثم مات مات عياذاً بالله تعالى ويُلحقُ  بالكافرين انظر ماذا يقول رحمه اللهفمن اخترمته المنية قبل أن ينظر- قبل أن ينظر فى ماذا؟ فى الحدوثِ والقدم- وله زمن يسع النظر المؤدي إلى معرفة الله تعالى- يعنى الوضوع سيأخذ منه فترة- ولم ينظر مع ارتفاع الموانع- أى إذا أنتفت من عنده الموانع -، ومات بعد زمان الإنكار فهو ملحق بالكفر)

عياذاً بالله تعالى أمرٌ فى غاية الغرابة وسيأتى طرفٌ منه فى الدليل الثانى ألا وهو الفطرة.

أريدُ هنا أن أنبه على أمورٍ فى غاية الخطورة

أول شىء أبو المعالى وقد تاب انتبه فإن قلت يرحمه الله أقصدُ بعدما تاب فأبو المعالى الجوينى تاب من كل هذا الكلام ولكن أتباعه إلى اليوم يسيرون عليه،يقول وذهب المحققون هذه اللفظة علامة صريحة وعلمٌ على المبتدع فمتى قال أحدٌ قال المحققون ولم يذكر من هم المحققون فأعلم أن هذا إما جاهلٌ إما عياذاً بالله تعالى مبتدعٌ هلا ذكرت لنا من المحققون ؟

أتستطيع أن تذكرهم؟

 الجوابُ لا سيذُكرُ لك أفلاطون الذى قال عنه الرازى الإمام أفلاطون قطعاً هذا الكلام تدليسٌ وتلبيسٌ على المسلمين ولكن لنا هنا وقفة أريدُ أن أقفها مع الجوينى وغيره أنا أسأل هل الحيوانات تعرفُ ربها أم لا ؟

 فإن قلتَ نعم تعلمُ ربها

قلتُ هل أستدلت عليه بالحدوث والقدم ؟

يعنى يأتى الحيوان ويقول بما أنه كون إذاً هو حادث بما أنه حادث إذاً له مُحدث إذاً من المعادلتين الكونُ له مُحدث تظنُ بأن الطير تفعلُ ذلك فإن قلتَ أيضاً نعم قُلنا من علمهُ أأيضاً ذهبوا إلى أفلاطون أمرٌ عجيب!!

ثم لو قلت أنهم لم يستدلوا بذلك سألتك وما معنى قول المولى  الخالق عز وجل عندما قال الهدهد رحمه اللهوَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) [سورة النمل:24]

الهدهد يتهم ملكة سبأ وقومها بأنهم يسجدون للشمس قال من دون الله إذاً يُثبتُ رباً وأنا أسألكم كيف علم الرب؟

 وأىُ عذرٍ تعتذروا نبه ألا يصحُ لبنى آدم أن يتعرفوا على ربهم بذلك أمرٌ عجيب الله  الخالق عز وجل فطرهم على ذلك فطرهم على أنه هو الرب   عز وجلبل فطرهم على أنهم لا يجوز لهم أن يعبدوا غير الله  الخالق عز وجل أكان هدهد سليمان  يعبد غير الله  الخالق عز وجل أمرٌ عجيب ثم أنا سائِلكم دعنا من الحيوانات ولندخل على الجمادات أنا أسأل هل الجبالُ تعلم أن لها رباً أم لا؟ فإن قلتَ لا تعلم قُلنا أخبرنى عن قوله   عز وجلرحمه اللهإِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ) [سورة ص:18]

وأنا أسأل الجبالُ تسبح لمن؟

فإن قلتَ تسبحُ لله إذاً هى تعرفُ الله  الخالق عز وجل فأخبرنا كيف علِمت أن هناك رباً ؟ بالحدوث والقدم بالنظرِ والإستدلال أم بالإتصال بأفلاطون كيف علمت ؟ أمرٌ عجيب

نتكلم عن النمل النملة تقول رحمه اللهحَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [سورة النمل:18]

أنا أسأل النملُ يعلمُ سليمانُ أم لا؟

 الجوابُ نعم 

يعلم أنه نبىٌ أم لا ؟

الجوابُ نعم

السؤال نبىٌ لمن؟ومن الذى جعله نبياً؟النملُ يعرفُ أم لا؟

أما ثبت أن النمل يستغفرُ لمعلم الناس الخير يستغفر من ؟ يستغفرُ رباً لا يعلم وجوده أصلاً ؟

أمراً عجيباً عياذاً بالله تعالى فالكونُ بأسره كما قال صلى الله عليه وسلم رحمه اللهكلُ شىءٍ فى هذا الكون يعلمُ أنى رسول الله إلا كثيرٌ من الإنسِ والجن)

نسألُ الله السلامة والعافية وعليه فإنه لا دليل عند الأشاعرة لا من كتاب ولامن سنة على وجود الله  الخالق عز وجل ولا سبيلَ إلى ذلك إلا طريقاً أقتبسوه من الهلكى الزنادقة والمناطقة والفلاسفة والصابئة والملاحدة عياذاً بالله تعالى يثبتون به وجود الله وسيأتى كلام فى غاية الخطورة عن هذه الجزئية.

أما الدليل الثانى عند أهل السنة والجماعة على أن الله  الخالق عز وجل موجودٌ على أن هذا الكون له ربٌ ألا وهو الله   عز وجلأمرٌ فى غاية الأهمية.

الدليل الثانى / الفطرة

فالفطرةُ تعرِفُ بارئها بدون الإستدلال بالآيات ولا بقياس الأولى والذى يدُلك على ذلك عشرات الأدلة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أبدءُ بكتاب الله  الخالق عز وجل أذكرُ مثالين ثلاثة انظر قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم

رحمه اللهاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [سورة العلق:1]

نقف هنا وقفة حتى أُبين لك وجه الإستدلال لو قلتُ لك أشتريتُ قلماً السؤال أنت تعرفُ هذا القلم؟الجوابُ لا

هل تعرف هل هو رصاص أم حبر أم جاف ؟

الجوابُ لا

هل تعرفُ له لوناً؟

 الجوابُ لا

إذاً هذه الصيغة أشتريتُ قلماً أنت لا تعرفه انظر سأقلبُ هذه الصورة فأقول لك أشتريتُ قلمك تعرف هذا القلم؟ الجوابُ نعم

انظر خذ هذا المثال وعُد إلى قوله تعالى رحمه اللهاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [سورة العلق:1]

فأضاف الرب إلى كاف الخطاب فكما قلتُ أشتريتُ قلمك أى أشتريتُ القلم الذى تعرفهُ أنت فكذلك هنا قوله تعالى رحمه اللهاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [سورة العلق:1] أى اقرأ باسم الرب الذى تعرفه لأن لفظ الرب أُضيف إلى كاف الخطاب فأوجدت تعريفاً دل على أن الرب معروفٌ عند المخاطب الذى يؤكدُ هذه الجزئية أنتم تعلمون أن أولَ سورةٍ نزلت على نبينا صلى الله عليه وسلم هى سورة اقرأ وهذه هى أول آيةٍ نزلت على نبينا صلى الله عليه وسلم إذاً لم يسبقها كلامٌ من الله  الخالق عز وجل لنبينا وحيثُ أن السابقَ غيرُ موجودٍ دل على أن نبينا صلى الله عليه وسلم بمجرد أن خُوطب بهذا الخطاب المضاف إلى كاف الخطاب دل دلالة صريحة على أن نبينا صلى الله عليه وسلم يعرفُ الرب العجب أن هذا الخطاب بهذه الصيغة ليس مختصاً بنبينا صلى الله عليه وسلم بل المولى  الخالق عز وجل خاطب البشرية بأسرها بنفسِ هذا الخطاب انظر ماذا يقول المولى
 الخالق عز وجل كما فى آية البقرة رحمه اللهيَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة:21]

أى اعبدوا الرب الذى تعرفونه وإلا لا معنى لهذه الإضافة نسألُ الله السلامة والعافية من الخُذلانِ بعد الهُدى فالآيةُ واضحةٌ تماماً على المطلوب وأن الفطرةَ غُرِسَ فيها أن الربَ هو الله   عز وجلفإن قيل متى كانت هذه المعرفة قلتُ وأنت فى عالم الذر بنص كتاب الله  الخالق عز وجل لذلك يقول المولى  الخالق عز وجل رحمه اللهوَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [سورة الأعراف:172]

فهذه آيةٌ صريحة رحمه اللهوَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ) كما سيأتى فى الحديث إن شاء الله تعالى أن الله  الخالق عز وجل أخذ منهم الميثاق ألستُ بربكم قالوا بلى شهدنا فإن سألت عن المكان؟ فالمكانُ بنعمان وهى عرفة كما جاء فى الحديث الذى رواه احمد عن ابن عباسٍ رضي الله عنهماعن النبى صلى الله عليه وسلم قال رحمه اللهأخذ الله الميثاق من ظهرِ آدم بنعمان-يعنى عرفة- فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا ، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا –أى مقابلةً لا من وراء حجاب-، قَالَ : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ).

فهذا الحديث يبينُ صراحةً أن الله  الخالق عز وجل أخذ منا الميثاق بأنه هو الرب ونحن فى الذرقبل أن نُخلقَ أين أنتم من هذه الآية ياأشاعرة لأنكم تُنكرون الفطرة كما سيأتى أنها تدلُ على الله  الخالق عز وجل وأين أنتم من الحديث ؟ ماشى أنتم تكفرون بالأحاديث أن تثبتوا بها عقيدة فياترى ماذا تقولون فى هذه الآية إذاً أخذ أم لا ؟ وسألهم هذا السؤال أم لا الجوابُ منهم قالوا بلى شهدنا فماذا أنتم قائلون؟

 إذاً نحنُ قبل أن نوجد عيناً قد علمنا بالربِ علماً وهو الوجود العلمى كما فى الذر.

دليلٌ آخر يبينُ هذه القضية الكبيرة قال تعالى رحمه اللهفَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) [سورة طه:44]

فهذا الخطابُ موجهٌ من الله  الخالق عز وجل إلى من ؟

إلى موسى وأخيه هارون

فقولا ألف الأثنين له أى قولا لفرعون

يتذكرُ من ؟

سؤال وجواب وأنتم تعلمون معنى التذكر أن هناك معلومةً عندك فنسيتها فتقول تذكرتُها فالله  الخالق عز وجل لما قال رحمه اللهلَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ) أى لعله يتذكرَ المعلومة التى غُرست فيه ونطق بها فى الذر لعله يتذكر ما فى فطرته من العلم الذى به يعرفُ ربه عز وجل قال تعالى رحمه اللهوَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [سورة الذاريات:49]

تذكرون ماذا؟

من كل شىءٍ خلق زوجين ذكر وأنثى ،ليل ونهار، سماء وأرض ، ماء ويابس

لعلكم تذكرون ماذا؟

أن اله واحدٌ أحد فردٌ صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، فإن كان هذا الأمر إذاً الربُ موجود وهذا أمرٌ قال لعلكم تذكرون يعنى ماذا لعلكم تذكرون؟

أى العلم الذى فى فطرتِكم يسوقكم إلى معرفة الرب   عز وجل.

غيرُها قال تعالى رحمه الله فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [سورة الروم:30]

قطعاً هنا كلام كبير جداً فى الحقيقة لا نريدُ أن نتعرض له الآن لكن مما لا شك فيه فيه من الفوائد الشىء الكثير رحمه اللهفَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا) أى هو عبادة الله  الخالق عز وجل وحده لا شريك له ثم قال رحمه اللهفِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) هى ملة الإسلام قطعاً لذلك قال قبلها ماذا؟رحمه الله فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا) أى اعبدهُ ولا تشرك به أحداً تعبد من ؟ تعبدُ من لا تعرفه أم تعبدُ الرب الذى قد وُرث العلمُ به فى فطرتك ، لذلك المولى  الخالق عز وجل كما بدء الآية بوجوب عبادته وإفراده بالعبادة ختمها بقوله رحمه اللهاللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)

أى أنه لا دين إلا هذا الدين الذى يؤكد هذا المعنى وهو الدليل الرابع الحديثُ المتفق عليه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم

رحمه اللهما من مَولودٍ إلا يُولَدُ على الفطرة فأبواه يودانه أو ينصرانه أو يُمجسانه) قلتُ بل هذا الحديث عند الترمذى  رحمه اللهكلُ مولودٍ يولدُ على الملة) أى على ملة الإسلام.

أريدُ أن أقف عند هذا الحديث المتفق عليه رحمه اللهما من مَولودٍ إلا يُولَدُ على الفطرة) فهنا بينَّ النبىُ صلى الله عليه وسلم أن القلوبَ مفطورةٌ على الإقرارِ بالله  الخالق عز وجل تصديقاً به وديناً له فإذا لم تتعرض هذه القلوب لما يُفسدُهَا كانت من الصالحين قولاً واحداً ، وإذا تعرضت لما يُفسدُها عياذاً بالله تعالى وقبلِت ذلك كان الران لذلك قال الله تعالى فى هذا الحديث القدسى رحمه اللهإنى خلقتُ عبادى حنفاء فأجتالتهم الشياطين )

إذاً قوله إجتالتهم أى حولتهم من شىءٍ إلى شىء.

وأنا أسأل الشياطينُ حولت بعضُ الناس إلى ماذا؟

 إلى الكفر

إذاً المُحولُ عنه كان ماذا؟

كان الإسلام

لذلك لو تدبرت هذا الحديث جيداً

رحمه اللهفأبواه يهودناه )

 أى يحولانه إلى اليهودية

 رحمه الله  وينصرانه)

 أى يحولانه إلى النصرانية

 رحمه الله يُمجسانه)

أى يحولانه إلى المجوسية

العجب أن التحويل جمع فيه النبىُ صلى الله عليه وسلم بين الكتابى وغير الكتابى الكتابى هو اليهودى والنصرانى وغيرُ الكتابى وهو المجوسى وأنا أسأل الذى يُقابل هذه الطوائف الثلاثة والمُحولُ عنه ما هى هذه الملة ؟

هى ملة الإسلام الذى ثبتت بالفطرة.

فتبنَّ أن الفطرة حقيقتها هى مجموع الإقرار بالله والإنابة إليه والإقرارُ إذا أضفت إليه الإنابة هى كلمةُ التوحيد رحمه اللهلاإله إلا الله ) أى لا إله معبودٌ بحقٍ إلا الله   عز وجلهنا جمهرة من المعلومات لابد وأن تُذكر :

الأولى / مسألةُ التحول من إلى طالما ذُكر إلى فأعلم أن من ضد إلى قولاً واحداً فإن كان إلى هو الكفر يهودية ، نصرانية ،مجوسية تعين أن من هى الإسلام قولاً واحداً هى الفطرة التى فطر الله   عز وجلعليها الناس

الثانية / أن أولاد المسلمين وأولاد المشركين انتبه للكلام كلهم وُلدِوا على الملة أعنى ملة الإسلام وُلدِوا على الفطرة أعنى أنهم يعلمون الرب وأن هذا الرب هو   عز وجلواحدٌ أحد فردٌ صمد ولكن قد يقولُ القائل من مات قبل الحُلم أى قبل البلوغ فالكلامُ بعد البلوغُ قد أنتهى إما أنه حافظ على ملته الإسلام وإما بقى على ملة من حوله وهما الأبوان إلى اليهودية أو النصرانية أو المجوسية فهو من أهل الكفر عياذاً بالله تعالى أنا أسأل سؤالاً واضحاً من مات قبل ذلك أين مصيرهُ ؟ مما لا شك فيه هذا السؤال أجبتُ عليه فى كتابٍ كامل وهو رحمه اللهحكمُ اللاهين من اطفال المؤمنين وأطفال المشركين) ولكن خُلاصة الكلام :

اعلم أولاً أن أهل الجنة لا يدخلون الجنة إلا إذا جاءوا بسببٍ معين وأقول بسبب لا مقابلة وإن أهل النار لا يُمكن أن يدخلوا النار إلا إذا جاءوا بسببٍ معين فياتُرى ما هو سببُ كل فرقةٍ من الفرقتين؟ العمل ، لذلك الله  الخالق عز وجل إذا تكلم عن أهل الجنة قال رحمه اللهجزاءاً بما كانوا يعلمون ) وإذا تكلم عن أهل النار قال رحمه اللهجزاءاً بما كانوا يعملون) فالباء هنا هى باء السببية وأنا أسأل الذى مات قبل الحُلم عمل ؟ الجوابُ لا ، إذاً لابد وأن يعلم وهنا يحصلُ ما يُسمى بالإختبار أى أن الله  الخالق عز وجل سيختبرهم فى الآخرة فمن أفلح ونجح فى الإختبار دخل الجنة ومن رسب عياذاً بالله تعالى دخل النار وهذا هو الحديث البعض يحتجون على الله يوم القيامة وذكر فيهم من مات قبل الحُلم بمعنى أن الله  الخالق عز وجل سيُنشأُ لهم ناراً ثم يأمرهم أن يدخلوها فمن دخلها دخل الجنة ومن لم يدخلها دخل النار عياذاً بالله تعالى على تفصيلٍ قد بيناهُ فى كتابنا .

فهذه بعضُ الأدلة التى تدلُ على أن الفطرةَ مصدرٌ أصيلٌ لمعرفةِ ربِ السماوات والأرض   عز وجل.

ثم قال المصنفُ فى الكتاب رحمه اللهالمخلوقُ يشعرُ دائماً بأنه فقيرٌ لغنى والفقرُ لذاته لازمٌ كما أن الغنى لذاته عز وجل لازم ) هذا الشعور لا يمكن دفعه أبداً فكان دليلٌ على ماذا؟

على وجودِ البارى   عز وجلأيضاً.

هذا الكلام فى الحقيقة دليلٌ مزدوج بمعنى يصلحُ ما قلتهُ أن يكون من قياس الأولى فى الدليل الأول الشرع ويصلحُ فى الفطرة ثم قال المصنف رحمه الله هذه الفطرة هى التى من أجلها أرسل اللهُ الرُسلَ لتقريِرها وتكميِلها بالشرعِ المُنزّل من عند الله  الخالق عز وجل )

إذاً عندنا الرُسل جاءوا بوظيفتين تقريرُ ما سبق وتكميلُ ما سبق يعنى ماذا يعنى بتقرير ما سبق؟ الميثاق يؤكدهُ ويقرره ثم يكملهُ بالشرع المنزل من الله  الخالق عز وجل ، لذلك أقول أرسل الله  الخالق عز وجل الرسلَ لتقرير الفطرة الثابتة وأنت فى عالم الزر أى التأكيدُ على أنها ثابتةٌ لكلِ مولودٍ وعدم التذكر ليس دليلاً على العدم مما لا شك فيه وكما قلتُ لفظ التذكر يعنى وجود معلومة أنت نسيتها لذك عندما تستحضرُ هذه المعلومة تقولُ تذكرتُها أرسل الله  الخالق عز وجل الرسل لتكميل هذه الفطرة وذلك بالشرع المُنزل من عنده   عز وجلخلاصتُها أن الرسلَ بعثوا لتقريرِ الفطرة بعثوا لتكميل الفطرة لا لتغييرها ولا لتحويلها أقولُ أن مقتضى الفطرة موجودٌ والمُغير لها مفقودٌ فإن تغيرت الفطرةُ فأنت الذى أوجدتَ المفقود قد يكونُ الشيطان قد يكونُ الإنسان قد تكونُ النفس الأمارةُ بالسوء نسألُ الله السلامة والعافية.

إن علمتَ ما سبق نقولُ كما قُلنا فى الدليلِ الأول أعنى رحمه اللهالشرع)  أن مذهبَ أهل السنة والجماعة ينطقُ بأن الفطرةَ مصدرٌ من المصادر عندهم لإثباتِ وجود الله  الخالق عز وجل أما المتكلمون وأخصُ بالذكرِ عياذاً بالله تعالى الأشاعرة أن إثباتَ وجودِ الله لا دليلَ عندهم إلا الحدوث والقدم ولو تتذكرون كلمة سأعرجُ عليها قريباً أن طريقة أهل السنة تثبتُ عين المطلوب وأن طريقة هؤلاء الهلكى تثبتُ جنسَ المطلوب سأفرقُ بينهما إن شاء الله تعالى يعنى النظر والإستدلال الكون حادث ولكل حادث لابد له من مُحدث إذاً الكون له مُحدث وهذه فى الحقيقة خُرافة من الخُرافات التى يتفوهون بها دائماً أتدرى لما؟

 لأنها لا تثبتُ اسم المُحدث ولا تثبتُ وصف المُحدث ، أنا أقربُ لك هم يقولون بأن الكون حادث ثم قالوا الحادث له مُحدث ثم قالوا الكون له مُحدث ما اسمُ هذا المُحدث ؟

 المعادلتان لم تثبتوا ذلك بل لو قلتُ هذا المنديل له مُحدث هل أختلف الجواب؟

 قلتُ هذه لها مُحدث قلتُ هذا الجلباب له مُحدث قلتَ هذا الكرسى له مُحدث ، هل ذُكر اسم من صنع هذه ؟

الجوابُ لا ، فهذا يُسمى جنس المُحدث ولكن نحنُ عينا عين المطلوب اسمهُ الرب وهو الله  الخالق عز وجل وهو الرحمن وهو الرحيم وهو الغنى وهو الملك إلى آخره وأثبتنا له الصفات لذلك طريقتنا تثبتُ عين المطلوب وطريقتهم غايتها أنها تثبت وجوداً علمياً لا وجوداً عينياً شتان فليس كلُ علمٍ له وجود عينى هذا أمرٌ فى غاية الخطورة كأنى أقول سيأتى زمانٌ إن شاء الله تعالى ونخرجُ اليهود من أرض المسلمين فلسطين هذا وجودها علمى هل حصلت عيناً ؟

الجوابُ لا ، لذلك عياذاً بالله تعالى هذه الطريقة التى استقوها من الفلاسفة لم تثبت عندهم إلا وجوداً علمياً خالياً من الأسماء خالياً من الصفات وكلُ ذاتٍ لا صفات لها هى عدمٌ بإتفاق العقلاء على وجه هذه الأرض وعليه فإن الأشاعرة انكروا أن إثبات وجود الله  الخالق عز وجل أمرٌ فطرى مع أننى ذكرتُ بعض الأدلة منها

رحمه اللهفِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [سورة الروم:30].

 ومنها قوله صلى الله عليه وسلم رحمه اللهكلُ مولودٍ...) ومنها قول الله تعالى فى الحديث القدسى رحمه اللهإنى خلقتُ عبادى حنفاء ...) وكذلك قوله تعالى رحمه اللهوَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) [سورة الأعراف:172].

ومن العجب أن هؤلاء القوم لم يحترموا حتى ألفاظ الكتاب والسنة فرغبوا عن الألفاظ الشرعية وركنوا إلى المصطلحات البدعية هم لم يحدثوها الذين أحدثوها هم الفلاسفة  والملاحدة والزنادقة يقول الكون حادث طيب لو قلت الكون مخلوق ما الذى ضرك؟

 ثم قلت كلُ حادثٍ له مُحدث لو قلتَ كل مخلوقٍ له خالق ما الذى ضرك؟

 فرغبوا عن مصطلحات وألفاظ الكتاب والسنة إلى مصطلحات هؤلاء الهلكى من المناطقة ومن الفلاسفة،لكن أُيسر وليس هذا هو الدليل الوحيد فدليلُ الفطرة اسمع هذه الكلمة اعظمُ دليلٍ لا يدفعهُ سنىّ ولا بدعىّ ولا مُلحد،لذلك لا يستطيعُ أحد على وجه هذه الأرض أن يُحارب فطرته مهما إن قال لو جلسَ مع نفسه لعلم أن ما من شىءٍ مخلوق إلا وله خالق لذلك أقول بأن الأشاعرة لا يؤمنون بأن الفطرة تثبتُ وجودَ الرب وقد ذكرتُ فيما سبق ما قاله أبو المعالى الجوينى فى الإرشاد ولكن أضيفُ إليها هنا قول له فى غاية الخطورة يقول رحمه اللهإذ القديم-طيب يأاخى بدل ما تقول إذ القديمُ قل إذ الأول الله  الخالق عز وجل كما فى سورة الحديد رحمه اللههُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [سورة الحديد:3] الأول فلفظ الأول يقيناً ليس قبله شىء كما قال صلى الله عليه وسلم رحمه اللهفأنت الأول الذى ليس قبلك شىء) ولكن لفظ القديم لا يلزم أنه يوجد قديمٌ آخر، دعنا من هذه – يقول إذ القديمُ لا يُعلم إضطراراً – أى لا يُمكن أن تتعرف عليه- وإنما يُتوصلُ إليه نظراً واستدلالاً )

 هذا كلامه إذاً الرجل ينفى أى طريقة لا آية تدلُ على ذلك ولا قياس أولى يدُلُ على ذلك ولا فطرة تدلُ على ذلك ولا الإستدلالُ بالله يدلُ على ذلك ولا معجزةُ الرسل تدلُ على ذلك ولا القياس العقلى بالمعنى الذى سيأتى إن شاء الله تعالى يدلُ على ذلك ، الذى يدلُ على ذلك هو النظرُ والإستدلال أى الحدوث والقدم الذى لا يعرفون غيره وبينتُ ما فيه من عوار.

العجب أن أبا حامد الغزّالى وأيضاً تاب إن كان أكابر الناس تابوا أنتم مع من ياقوم؟!!

يقول كما فى رحمه اللهتهافت الفلاسفة) رحمه اللهفبان أن من لا يعتقد حدوثَ الأجسام فلا أصل فى اعتقاده فى الصانع أصلاً –يعنى من لم يستدل على الله  الخالق عز وجل بطريقة حدوثِ الأجسام أى جسم فهو حادث وطالما أنه حادث يبقى له محدث إذ لم تتبع هذه الطريقة  انظر ماذا يقول؟!! فلا أصل لإعتقاده يعنى أعتقدت فى الله  الخالق عز وجل ما أعتقدت فإن هذا لم ولن ينفعكَ تصوروا ولكن فى الحقيقة سأُعرجُ على الماتدريدية لأنهم عياذاً بالله تعالى ولكن قبل أن أدخل فيها أريدُ أن أنبه تجد أن أُناساً عياذاً بالله تعالى لا أدرى ولكن أنا غيرُ متصور أنهم جُهال يخرجون يقولون أن أهل السنة هم الأشاعرة والماتريدية يارجل!!! أتق الله يارجل أتق الله !! أنت لا تقرأ أبداً أم أنك تقرأ وتكذب وتُدلس وأنا أسأل هل الماتريدية تُجوز الصلاة خلف الأشعرية الجوابُ فكيف تكونان من أهل السنة!!

السؤالُ الثانى بعض الماتردية يُكفرون الأشعرية فكيف يكونان هما أهل السنة أليس هذا من باب التدليس والتلبيس على عباد الله ؟!!! نسألُ الله السلامة والعافية.

انظر ماذا يقول أبو منصور الماتريدى رحمه اللهوالأصل أن الله تعالى إذ لا سبيل إلى العلمِ به – يعنى لا يوجد أى طريقة تثبتُ بها وجود الرب – إلا من طريقة دلالة العالم عليه بإنقطاعِ وجوهُ الوصول- يعنى بينفى كلُ الطرق الآخرى – إلى معرفته من طريق الحواس عليه أو شهادة السمع )

شهادة السمع يعنى قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم يعنى لا كتاب ولا سنة من الممكن أن تصل بهما إلى وجودِ الرب أصلاً، هذا هو أبو منصور الماتريدى عماد ورأس الماتردية التى تزعم والأشعرية أن الأشاعرة والماتردية هم أهل السنة نسألُ الله السلامة والعافية .

 من اللطائف سأذُكرها حتى نخففَ هذا الجو المشحون فى رجل اسمه أبو جعفر الهمدانى احتج على الجوينى يعنى ما معنى احتج على الجوينى ؟

الجوينى قبل أن يتوب صعد على المنبر وجلس يكلمَ الناس فى استواء الله على عرشه وأنه لا استواء وأن هذا لا يجوز أن تقولَ بأن الله أستوى على عرشه لأن الإستواء صفة من صفات الخلق إلى كلام كثير قاله فقام ابو جعفر الهمدانى فقال يااستاذ فقل لي

 كلما أردتُ الدعاء وجدتُ قلبى يصعد كيف أدفعُ هذا ؟ إذا أراد أن يدعوا الله وجد فى قلبه علو هو يتكلم كأن القلبَ يطلبُ العلو فعلاً أى إنسانٍ يريدُ أن يدعو تجدُ أن قلبه يطلبُ لعلو – فكيف أدفع ُ ما فى قلبى يااستاذ ؟
قطعاً ولقوة الحجة ماذا فعل الجوينى ؟

وضع يديه على رأسه ثم نزل من على المنبر ثم قال حيرنى الهمدانى حيرنى الهمدانى، أتدرى لما؟

 لأنه لا مخلصَ منه هو نفسهُ يشعرُ بهذا الشعور أعنى الجوينى إذا أراد أن يدعوا الله الخالق عز وجل  قلبه يأخذه من أسفل إلى أعلى فقال أدفع هذا الشعور؟

فعجزعن دفع هذا الشعور فنزل من على المنبر وقال حيرنى الهمدانى حيرنى الهمدانى أى أتى بدليلٍ أعجزَ أن أدفعه وهذا مما لا شك فيه الحق إن كان من المنصفين لا يستطيعُ أبداً أن يدفع مثل هذا الشعور ونحنُ نقولُ هنا أن المخلوق فقير وأنه دائماً يشعرُ بأنه فقيرٌ لغنى لا يستطيعُ أحدٌ أبداً بدفعِ هذا الشعور من أى مخلوق مما إن كان ، لذلك ابن تيمية رحمه الله فى مجموع الفتاوى المجلد الرابع صفحة الحادية والستين قال ما نصه تعليقاً على هذه القصة رحمه الله فهذا الشيخ-اعنى ابا جعفر الهمدانى- تكلمَ بلسان جميع بنى آدم – يعنى تكلم على نفسه لكنه فى الحقيقة تكلم عن جميع بنى آدم – فاخبر أن العرش والعلم بإستواء الله عليه إنما أُخذ من جهة الشرع وخبر الكتاب والسنة بخلاف الإقرار بعلو الله على الخلق من غيرِ تعيين عرش ولا إستواء فإن هذا أمرٌ فطرىٌ ضرورىٌ –والكلام لابن تيمية نجده فى قلوبنا )

قلتُ تعليقاً على هذا الكلام إذاً وجوده أيضاً فطرىٌ ضرورىٌ نجدهُ فى قلوبنا يعنى إن كان طلب العلو أمرٌ فطرى فوجود الله أمرٌ فطرى لأن الذى صعد من أسفل إلى أعلى وهو القلب يطلبُ الله  الخالق عز وجل إذاً أثبتنا بحقيقة الأمر بهذه القصة وجود الله  الخالق عز وجل.

إلى هنا ينتهى الكلام عن الدليل الثانى ألا وهو الفطرة وبينتُ ما فيه وإن شاء الله تعالى المحاضرة القادمة نتكلمُ عن الدليل الثالث.

أكتفى بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.