‌‌مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه221

مسند احمد

‌‌مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه221

حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني فطر (1) ، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل (2) على تنزيله " (3)

كان لعَليِّ بنِ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه نَصيبٌ عظيمٌ منَ التضْحيةِ في سَبيلِ اللهِ منذُ بِدايةِ الإسلامِ وإلى مَماتِه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ منكم مَن يُقاتِلُ على تَأْويلِه"، يُقاتِلُ بسبَبِ التأْويلِ الخَطأِ للقُرآنِ الكَريمِ من عُقولٍ غيرِ مُؤَهَّلةٍ لتأْويلِه، فتَقَعُ الفِتَنُ بينَ الناسِ بسَببِ هذا الخَطأِ "كما قاتَلْتُ على تَنْزيلِه"، وذلك القِتالُ على التأْويلِ مثلُ قِتالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للناسِ حتى يُؤْمِنوا بالقُرآنِ المُنزَّلِ.
قال أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ: "فقام أبو بَكرٍ، وعُمَرُ" ظَنًّا منهما أنَّهما مَن سيُقاتِلانِ على تَأْويلِ القُرآنِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا" ليس أنتما مَن سيَفعَلُ ذلك، "ولكنَّه خاصِفُ النَّعْلِ" يُشيرُ بذلك إلى الشخْصِ الذي يَخيطُ النعْلَ في جانِبٍ منَ المَجلِسِ، "وعَليٌّ يَخصِفُ نَعلَه"؛ فبيَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عَليًّا رضِيَ اللهُ عنه هو مَن سيُقاتِلُ طائفةً منَ المُسلِمينَ على تَأْويلِهمُ الخَطأِ للقُرآنِ، وقد حدَثَ ذلك فقد قاتل عليٌ رضي الله عنه ومن معه من الصَّحابة الخوارجَ على تَأْويلِ القُرآنِ بغيرِ ما أرادَه اللهُ عزَّ وجلَّ.
كما أنَّه قاتَلَ الكُفَّارَ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ تَكْذيبِهم بالقُرآنِ واعْتِقادِهم أنَّه من عندِ غيرِ اللهِ، وقالوا غيرَ ذلك.
وفي الحديثِ: دَليلٌ من دَلائلِ النُّبوةِ.
وفيه: مَنقَبةٌ عَظيمةٌ لعليٍّ رضِيَ اللهُ عنه .