مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه285
مسند احمد
حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا إسماعيل، حدثني سليمان بن أبي زينب، (1) عن يزيد بن محمد القرشي، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يصيب المؤمن هم ولا حزن، ولا نصب، ولا وصب ولا أذى، إلا كفر به (2) عنه " (3)
أنعَم اللهُ سُبحانَه وتَعالى علَينا بنِعَمٍ كثيرةٍ، حَتَّى جعَل مرَضَنا سببًا في غُفرانِ الذُّنوبِ.
وفي هذا الحَديثِ تَقولُ أمُّ العَلاءِ عمَّةُ حِزامِ بنِ حَكيمِ بنِ حِزامٍ: "عادَني"، أي: زارَني "رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم وأنا مريضةٌ"، ثُمَّ بشَّرَها بما هي فيه، "فقال: أبشِري يا أمَّ العلاءِ؛ فإنَّ مرَضَ المسلِمِ يُذهِبُ اللهُ به خَطاياه"، أي: تُغفَرُ ذُنوبُ المسلِمِ بسبَبِ مرَضِه، وضَرَب صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم مَثلًا لذلك، فقال: "كما تُذهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهبِ والفِضَّةِ"، والخبَثُ هو ما يقَعُ مِن الذَّهبِ والفِضَّةِ مِن شَوائِبَ إذا أُذيبَا بالنَّارِ، وكأنَّ المُسلِمَ يُنقَّى ويُطهَّرُ مِن ذُنوبِه بالمرَضِ كما يُنقَّى الذَّهبُ والفِضَّةُ مِن شَوائبِهِما بالنَّارِ.
وفي الحديث: عِيادةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه، وزِيارتُه لهم، وتَفقُّدُه لأحوالهم، ودُعاؤُه لهم، وتَبشيرُهم بالخيرِ، وهذا من حُسنِ عِشرته عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.