مسند أبي محمد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه 9
حدثنا بهز، وعفان، قالا: حدثنا أبو عوانة، عن سماك، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم في رءوس النخل
فقال: " ما يصنع هؤلاء؟ " قالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى. قال: " ما أظن ذلك يغني شيئا " فأخبروا بذلك فتركوه. فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن كان ينفعهم فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا أخبرتكم عن الله عز وجل بشيء فخذوه، فإني لن أكذب على الله شيئا "
"مَا أَظُنُّ ذَلِكَ يُغْنِي شَيْئًا " : هُوَ كَلَامٌ صَادِقٌ مَا ظَهَرَ خِلَافُهُ ، وَإِنَّمَا ظَهَرَ خِلَافُهُ لَوْ ظَهَرَ أَنَّهُ ظَنَّهُ مُغْنِيًا ، وَمَعَ ذَلِكَ قَالَ ذَلِكَ حَاشَاهُ ، وَهَذَا ظَاهِرٌ .
"لَنْ أَكْذِبَ " : كَأَنَّ الْمُرَادَ لَنْ أُخْطِئَ ، وَبِهِ وَافَقَ هَذَا الْكَلَامُ السَّابِقَ ، وَانْدَفَعَ أَنَّهُ يُوهِمُ أَنَّهُ يَكْذِبُ إِذَا لَمْ يَكُنْ مُخْبِرًا عَنِ اللَّهِ ، فَلْيُتَأَمَّلْ .