مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1194
مسند احمد
حدثنا عبد الله بن الوليد، حدثنا سفيان، عن حميد، عن أنس بن مالك قال: " كان آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليه برد متوشحا به وهو قاعد "
أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِي اللهُ عَنه هو أفَضْلُ الصَّحابةِ على الإطلاقِ، وقد اختارَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لخِلافتِه في الصَّلاةِ؛ ممَّا كان سببًا في أن يكونَ خليفتَه مِن بَعدِه على المُسلِمينَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنه: "آخِرُ صَلاةٍ صلَّاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مع القومِ"، أي: آخِرُ صلاةٍ له جماعةً في أصحابِه رَضِي اللهُ عَنهم، وكانَتْ صلاةَ الظُّهرِ- كما جاءَ في رواياتٍ أُخرى- "صلَّى في ثوبٍ واحدٍ مُتوشِّحًا"، أي: كانَتْ صِفةُ الثَّوبِ الاتِّشاحَ، وهي أن يُخرِجَ طرَفَه الَّذي ألقاه على عاتقِه الأيسَرِ مِن تحتِ يدِه اليُمْنى، ثمَّ يَعقِدَ طرَفَيْهما على صَدرِه، "خَلْفَ أبي بكرٍ"، أي: مُؤْتَمًّا بأبي بكرٍ. وقيل: كان أبو بكرٍ يَقتدي به مِن خَلْفِه، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَجلِسُ بجانبِه، وهو الإمامُ؛ يَقتدي أبو بكرٍ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ويَقتدي النَّاسُ بأبي بكرٍ. وقيل: بل تلكَ وقائعُ مُتعدِّدةٌ؛ فهنا كان أبو بكرٍ إمامًا، وفي أخرى كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم هو الإمامَ.
وفي الحديث: مَشروعيَّةُ الصَّلاةِ في الثوبِ الواحدِ إذا كان ساتِرًا للعَورةِ والجسدِ، وفي الثوبِ المُتوشَّحِ به، إذا كان مأمونًا مِن السُّقوطِ والتكشُّفِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ صَلاةِ الفاضلِ خَلْفَ المفضولِ.