مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1501
مسند احمد
حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا نعس أحدكم وهو في الصلاة، فلينصرف، فلينم "
الصَّلاةُ عِبادةٌ عَظيمةٌ، يقِفُ فيها العبدُ بينَ يدَيْ ربِّه؛ فلا بدَّ أن يَكونَ واعيًا نشيطًا، خاشِعًا متدبِّرًا، ولا يَجعَلَ وقتَ كسَلِه وتعَبِه ونَومِه للصَّلاةِ، وذلك حتَّى يَحوزَ على الأجرِ الكاملِ، ولا تَكونَ صَلاتُه وَبالًا عليه؛ فرُبَّما حرَّفَ الكلامَ والدُّعاءَ، فدَعا على نفْسِه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إذا نَعَسَ الرَّجُلُ وهو يُصلِّي"، أي: غالَبَه النَّومُ مِن تَعبٍ أو كَسلٍ، والنُّعاسُ: أوَّلُ مُقدِّماتِ النَّومِ، "فلْيَنصَرِفْ"، أي: يخرُجْ من الصَّلاةِ بالتَّسليمِ بعدَ إكمالِها ويَنَمْ، حتَّى ينشَطَ مرَّةً أخرى، ويبتَعِدَ عنه النَّومُ والكسَلُ، ثمَّ بيَّن النَّبيُّ الكريمُ السَّببَ في ذلك فقال: "لعلَّه يدعو على نفسِه، وهو لا يَدري"، لعلَّ الَّذي يُصلِّي وهو في حالةِ النُّعاسِ وهو لا يَدْري بما يَقولُه، فيُبدِّلُ الكلامَ، فبَدلًا مِن أن يدعُوَ لنَفسِه بالخيرِ يَدْعو على نفسِه بالشَّرِّ، أو يسُبُّ نفْسَه وهو لا يَشعُرُ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على اليقَظَةِ والتَّنبُّهِ في الصَّلاةِ.
وفيه: بيانُ أنَّ الإسلامَ دِينٌ وَسَطيٌّ في كُلِّ أُمورِه، ولا يُثقِلُ على المُسلِمِ بما يُتعِبُه.