مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1605
مسند احمد
حدثنا حسين، حدثنا المبارك، عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: " ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم طيب قط فرده "
كان الطِّيبُ مِن أحبِّ الأشياءِ إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فكان يُحِبُّ أنْ تُشَمَّ منه رائحةٌ طيِّبةٌ، ويَكرَهُ أنْ تُشَمَّ منه رائحةٌ كَريهةٌ، وحاشاهُ مِن ذلك؛ فقد كان أطيَبَ الخَلقِ، يَتطيَّبون بعَرَقِه صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "ما عُرِضَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طِيبٌ"، أي: العُطورُ والرَّوائحُ الطَّيِّبةُ، "قطُّ فرَدَّهُ"، والمعنى: ما عُرِضَ عليه أيُّ نَوعٍ مِن العُطورِ إلَّا وقَبِلَه، ومسَحَ منه في جَسَدِه؛ فكان يَقبَلُ هَديةَ الطِّيبِ ولا يَرفَضُها أبدًا؛ وذلك لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُحِبُّ أنْ يكونَ دائمَ التَّطيُّبِ، وحَسَنَ الرَّائحة، خاصَّةً لِمَن هو في حقِّه؛ فإنَّه يَكثُرُ جُلساؤه ومُرِيدوه، وكان أفضَلُ الطِّيبِ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المسْكَ، كما جاء في الرِّواياتِ.