مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه163
مسند احمد
حدثنا أبو معاوية، حدثنا مسحاج الضبي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: " كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فقلنا: زالت الشمس أو لم تزل، صلى الظهر ثم ارتحل
للسَّفَرِ آدابٌ وأحكامٌ عَلَّمَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه، ومِن ذلك ما جاءَ في هذا الحَديثِ، حيثُ يقولُ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عنه: "كُنَّا إذا كُنَّا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في السَّفَرِ فقُلْنا: زالَتِ الشَّمْسُ"، أي: بدَأَتْ تَميلُ مِنْ وَسَطِ السَّماءِ إلى الغَرْبِ قليلًا، "أو لم تَزُلْ"، يعني: أنَّهم يَشُكُّونَ في ذلك، فلَمْ يتَأكَّدْ لهم زَوالُ الشَّمسِ أو عدمُ زَوالِها "صلَّى الظُّهْرَ"، أي: صلَّى بهِمُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الظُّهْرَ، فقيل: فَعَلَ ذلك لتأكُّدِه مِنْ دُخولِ الوَقتِ، بخلافِ شَكِّهِمْ، فلا يَنْطَبِقُ عليه؛ إذْ هو مَنْ أمَرَهم بالصَّلاةِ، ولم يَنْفِ أَنَسٌ دُخولَ الوقتِ، بل قَصَدَ أنَّهم كانوا في حالةِ السَّفَرِ تلك يُعَجِّلونَ بالظُّهْرِ، "ثُمَّ ارْتَحَل"، فرَكِب راحِلتَه وسافَرَ.
وفي الحَديثِ: المبادَرةُ إلى صَلاةِ الظُّهْرِ في أوَّلِ وقْتِها عِنْدَ السَّفَرِ..