‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه325

حدثنا أبو عبيدة، عن عزرة بن ثابت، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك، " أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا شرب تنفس مرتين أو ثلاثا "، وكان أنس يتنفس ثلاثا " (1)

علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصْحابَه رضِيَ اللهُ عنهم آدابَ الطَّعامِ والشَّرابِ، ونقَلَها الصَّحابةِ لِمَن بعدَهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أَنَسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَتنفَّسُ في الشَّرابِ ثلاثًا"، أي: إنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ كان لا يَشرَبُ في نَفَسٍ واحدٍ، وإنَّما يَشرَبُ على ثلاثِ مرَّاتٍ، وفي كُلِّ مرَّةٍ يتنفَّسُ خارجَ الإنَّاءِ، ويقول: "هو أَهْنَأُ"، أي: هو ألذُّ وأكْثَرُ مُوافقةً للشُّربِ، مع أنَّ تلك الطَّريقةَ في الشُّربِ أكْثرُ إرواءً للشَّاربِ، "وأَبْرَأُ، وأَشْفى"، أي: فيه سَلامةٌ ممَّا يُصيبُ الجِسمَ مِنَ الشُّربِ مرَّةً واحدةً، وراحةٌ مِن أيِّ أذًى، والشُّرْبُ في نَفَسٍ واحدٍ غيرُ مَحْمودٍ عِندَ أهْلِ الطِّبِّ، وربَّما آذَى الكَبِدَ، قال أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه: "وأنا أتنفَّسُ في الشَّرابِ ثلاثًا" اقتداءً بفِعْلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ التَّنفُّسَ يكونُ خارِجَ الإناءِ أثناءَ الشُّربِ.
وفيه: بيانُ حِرصِ الصَّحابةِ الكِرامِ على التأسِّي بأفعالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.