الصَّلاةُ مِن أهَمِّ فرائِضِ هذا الدِّينِ؛ فهيَ صِلةٌ بَينَ العَبدِ ورَبِّه، فعَلى العَبدِ أن يُحسِنَ في صَلاتِه على أكمَلِ وَجهٍ، ومِنَ الإحسانِ في الصَّلاةِ أن يَتَجَمَّلَ ويَتَزَيَّنَ ويَلبَسَ أحسَنَ ثيابِه، وقد أمَرَ اللهُ تعالى بأخذِ الزِّينةِ عِندَ المَساجِدِ، فقال سُبحانَه: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31]، والزِّينةُ أمرٌ زائِدٌ على سَترِ العَورةِ الذي هو شَرطٌ مِن شُروطِ صِحَّةِ الصَّلاةِ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصَلِّي في بُردةِ حِبَرةٍ، وهيَ كِساءٌ أسودُ مُرَبَّعٌ فيه صِغَرٌ تَلبَسُه الأعرابُ، والمُرادُ بها الثِّيابُ اليَمانيَةُ التي مِن قُطنٍ أو كَتَّانٍ مُخَطَّطٍ.
وكان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحِبُّ ثيابَ الحِبَرةِ، يَقولُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وهو راوي الحَديثِ: عَقدَ بَينَ طَرَفَيها، أي: بَين طَرَفيِ البُردةِ، وذلك بأن يَأخُذَ طَرَفَ الثَّوبِ الذي ألقاه على مَنكِبِه الأيمَنِ مِن تَحتِ يَدِه اليُسرى ويَأخُذَ طَرَفَه الذي ألقاه على الأيسَرِ مِن تَحتِ يَدِه اليُمنى، ثُمَّ يَعقِدَهما على صَدرِه.
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ الصَّلاةِ في بُردِ الحِبَرةِ.
وفيه مَشروعيَّةُ لُبسِ ثَوبِ الحِبَرةِ.
وفيه مَشروعيَّةُ الصَّلاةِ في الثَّوبِ الواحِدِ.
وفيه مَشروعيَّةُ عَقدِ طَرَفيِ الثَّوبِ .