مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه900
مسند احمد
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، قال: سئل أنس بن مالك عن الثوم، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل من هذه الشجرة شيئا، فلا يقربن - أو لا يصلين - معنا "
في هذا الحديثِ لم نَعُدْ أي لم نُجاوزْ أن فُتِحت خَيبَرُ، فوقعْنا- أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في تلك البَقلَةِ، الثُّومِ، والنَّاسُ في جُوعٍ شَديدٍ، فأكَلْنا منها أكلًا شديدًا، حتَّى شَبِعْنا، ثُمَّ ذَهبنا إلى المسجدِ، فلمَّا وَجَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرِّيحَ، أي: رائحَةَ الثُّومِ، قال: "مَن أَكَلَ من هذه الشَّجرَةِ الخبيثَةِ شيئًا"، سمَّاها خبيثَةً لقُبْحِ رائحَتِها، "فلا يَقْرَبْنا في المسجدِ"، أي: لا يَأتِنا في المسجِدِ، وهذا فيمَنْ أَكَل ذلك نِيِئًا، فأمَّا مَن أَكَلَه بعد الإنضاجِ بالنَّارِ فلا مَنْعَ فيه، فلمَّا سَمِعَ النَّاسُ ذلك ظنُّوا أنَّها حَرُمَتْ، فبَلَغَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَولُهم فقال: "أيُّها النَّاسُ، إنَّه ليس بي تحريمُ ما أحلَّ اللهُ لي"، أي: ليس لي أن أُحَرِّمَ على أُمَّتي ما أَحَلَّ اللهُ لها، وفيه دليلٌ على أنَّ الثُّومَ ليس بحَرامٍ، ثُمَّ بيَّنَ لهم بقَولِه: "ولكنَّها شجرةٌ أكرَهُ ريحَها".