مسند عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه 1
حدثنا بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحب أن لي حمر النعم، وأني أنكثه "
قَوْلُهُ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ : هُوَ - بِكَسْرِ حَاءٍ وَسُكُونِ لَامٍ - : الْعَهْدُ .
فِي "الْمَجْمَعِ " : أَصْلُ الْحِلْفِ : الْمُعَاقَدَةُ وَالْمُعَاهَدَةُ عَلَى التَّعَاضُدِ وَالِاتِّفَاقِ ، فَمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى الْفِتَنِ وَالْقِتَالِ بَيْنَ الْقَبَائِلِ وَالْغَارَاتِ ، فَذَاكَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ فِي الْحَدِيثِ ، وَمَا كَانَ عَلَى نَصْرِ الْمَظْلُومِ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَنَحْوِهِ ، فَهُوَ الَّذِي وَرَدَ فِيهِ : "أَيُّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً " ، وَحِلْفُ الْمُطَيَّبِينَ حِلْفُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ وَأَسَدٍ وَزُهْرَةَ وَتَيْمٍ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ عَلَى أَلَّا يَتَخَاذَلُوا ، وَيَنْصُرُوا الْمَظْلُومَ ، وَيَصِلُوا الرَّحِمَ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ ، فَأَخْرَجَتْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً طِيبًا ، فَوَضَعَتْهَا لِأَحْلَافِهِمْ ، ثُمَّ غَمَسَ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ فِيهَا ، وَتَعَاقَدُوا ، فَسُمُّوا : الْمُطَيَّبِينَ ،
وَتَعَاقَدَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ وَجُمَحُ وَمَخْزُومٌ وَعَدِيٌّ وَكَعْبٌ حِلْفًا آخَرَ مُؤَكَّدًا ، فَسُمُّوا : الْأَحْلَافَ لِذَلِكَ ،
وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مِنَ الْمُطَيَّبِينَ ، وَكَانَ عُمَرُ مِنَ الْأَحْلَافِ .