مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 728
حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن يحيى يعني ابن أبي إسحاق، عن سعيد بن أبي الحسن، قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: يا أبا العباس، إني رجل أصور هذه الصور، وأصنع هذه الصور، فأفتني فيها؟ قال: ادن مني، فدنا منه (2) ، فقال: ادن مني، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه، قال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفس (3) تعذبه في جهنم " فإن كنت لا بد فاعلا، فاجعل الشجر وما لا نفس له (4)
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن التصاوير، ويأمر بإزالتها أو تغيير هيئة الصورة؛ لتخرج عن ذلك المسمى، وبين لنا عاقبة المصورين عند الله، كما يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث؛ يقول: "كل مصور في النار"، أي: يكون جزؤاه النار يوم القيامة، والمقصود بالمصور النحات الذي يصنع وينحت التماثيل التي تضاهي خلق الله، وقيل: هو من يصنع الأصنام للعبادة، وقيل: كل راسم لصور ذوات الأرواح باليد بالأقلام وما شابهها، "يجعل له"، أي: يخلق له، "بكل صورة صورها نفس، فتعذبه في جهنم"، يحتمل أن الصورة التي صورها هي التي تعذبه بعد أن يجعل فيها نفس أو روح، ويحتمل أن يجعل له بعدد كل صورة ومكانها نفس أي شخص يعذبه
وفي الحديث: التحذير من تجسيم الصور