مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 857
- حدثنا محمد بن جعفر، وهاشم، قالا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا البختري، قال: أهللنا هلال رمضان، ونحن بذات عرق، قال: فأرسلنا رجلا إلى ابن عباس يسأله - قال هاشم: فسأله - فقال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قد مد رؤيته - قال هاشم: لرؤيته - فإن أغمي عليكم، فأكملوا العدة " (3)
جعل الله الأهلة لحساب الشهور والسنين؛ فبرؤية الهلال يبدأ شهر وينتهي آخر، وعلى تلك الرؤية تتحدد فرائض كثيرة، كالصيام، والحج
وفي هذا الحديث يخبر التابعي أبو البختري سعيد بن فيروز الطائي أنهم رأوا هلال رمضان ذات مرة وهم في موضع يقال له: ذات عرق، وهو الميقات المكاني لحجاج أهل العراق، بينه وبين مكة اثنان وأربعون ميلا (100 كيلومتر تقريبا) من الجهة الشمالية الشرقية. فأرسلوا رجلا إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يسأله عن هلال رمضان وما يخصه من أحكام، وخاصة إذا حجبت رؤيته عن الناس، فذكر ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله قد أمده لرؤيته»، أي: إن الله أطال مدة الهلال إلى الرؤية حتى يستطيع الناس رؤيته، فإن تعذرت رؤيته بعد انتهاء يوم التاسع والعشرين من الشهر، ولم يظهر لكم لأي سبب من الأسباب -كغيم ونحوه- فأتموا عدة أيام شهر شعبان ثلاثين يوما، وكذلك كل الشهور القمرية الهجرية. وهذا لا يختص بأهل ناحية على جهة الانفراد، بل هو خطاب لجميع المسلمين
وفي الحديث: سؤال أهل العلم عما أشكل
وفيه: الخروج من الشك إلى اليقين عند خفاء الأهلة بإكمال الشهر ثلاثين يوما