مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما219
مسند احمد
حدثنا إسماعيل بن محمد يعني أبا إبراهيم المعقب، حدثنا مروان، حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي، [عن مجاهد] (1) ، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما "
أَمَرَ اللهُ تعالى بالوَفاءِ بالعُهودِ وشنَّع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على مَنْ نَقَضَ العَهْدَ الذي أعطاه الشارِعُ الحكيمُ للكُفارِ غَيْرِ المُحارِبينَ من أهْلِ الذِّمَّةِ والمُسْتَأْمَنينَ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَنْ قَتَلَ قَتيلًا" يعني: قَتَلَه بغيْرِ حَقٍّ شَرْعيٍّ، "من أهْلِ الذِّمَّةِ" وهم غيرُ المُسلِمينَ الذين أَعْطاهم المسلِمونَ عهدًا وأمانًا، "لم يَرِحْ رائِحَةَ الجنَّةِ" يَعني لم يَشَمَّ رِيحَها، " وإنَّ ريحَها يُوجَدُ من مَسيرةِ أرْبَعينَ عامًا" يَعني: أنَّه لنْ يَقتَرِبَ منها، وقد أَمَرَ اللهُ تعالى بالوَفاءِ بالعُهودِ فقال: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل: 91]، وفي ذلك بَيانُ عَظَمةِ الإِسْلامِ، ورِفْعَةُ مَكانَتِه، حيثُ إنَّه يُراعي حُقوقَ كُلِّ الناسِ، ولو كانوا غيْرَ مُسْلِمينَ، ما داموا مُسالِمينَ لأهْلِ الإسْلامِ، واعِتبارُه الاعْتِداءَ عليهم جَريمةً كُبْرى، بحيثُ يَسْتحِقُّ به المُسْلِمُ -إذا ارْتَكَبَه- حِرْمانَ الجنَّةِ التي ثَبَتَتْ له بإسْلامِه، فلما اعْتَدَى في الإسْلامِ، ولم يَحْتَرِمْ حُدودَه عاقَبَه اللهُ تَعالى بمَنْعِه عن الفَوْزِ بالجنَّةِ. وفي الحديثِ: مَشْروعيَّةُ مُعاهَدَةِ الكُفارِ، وعَقْدِ الذِّمَّةِ لهم .