مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما 221
مسند احمد
حدثنا يحيى، أخبرني عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركز الحربة يصلي إليها»
في هذا الحَديثِ بيانٌ فِعليٌّ لبَعضِ هدْيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الصَّلاةِ عُمومًا وفي صَلاةِ العِيدَينِ خُصوصًا، حيثُ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان تُغرَزُ أمامَه الحَرْبةُ في صَلاةِ العِيدَينِ؛ لتكونَ سُترةً له، ولتَحديدِ مَوضعِ صَلاتِه، فلا يَمُرَّ أحدٌ أمامَه، والحَرْبةُ: هي عُودٌ قَصيرٌ عَريضُ النَّصْلِ، وهي أقلُّ طُولًا مِن الرُّمحِ؛ فكان يفعَلُ ذلك في العِيدَينِ؛ لأنَّه كان يُصَلِّيهما بالمصَلَّى، وهو الأرْضُ الفَضاءُ الواسعةُ، ولم يكُنْ فيه بِناءٌ ولا سُترةٌ، وكان يَفعَلُ ذلك في أسفارِه أيضًا؛ لأنَّ المسافِرَ لا يَجِدُ غالبًا جِدارًا يَستَتِرُ به، وأكثَر ما يُصَلِّي في فَضاءٍ مِن الأرضِ. فعلَى مَن صلَّى لنفْسِه أنْ يتَّخِذَ سُترةً بيْنَه وبيْن قِبلتِه؛ حتَّى لا يَمُرَّ مَن يَقطَعُ عليه الصَّلاةَ، وخاصَّةً في الأماكنِ المفتوحةِ، وأمَّا في صَلاةِ الجَماعةِ فالإمامُ إذا اتَّخَذَ سُترةً لنَفْسِه فهو سُترةٌ للمأمومِينَ
وفي الحديثِ: بَيانُ اهتِمامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأمْرِ السُّترةِ في الصَّلاةِ