‌‌مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 90

‌‌مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 90

حدثنا عبيدة بن حميد، حدثني ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، قال: عاد أبو موسى الأشعري، الحسن بن علي، قال: فدخل علي، فقال: أعائدا جئت يا أبا موسى أم زائرا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لا بل عائدا. فقال علي: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما عاد مسلم مسلما إلا صلى عليه سبعون ألف ملك، من حين يصبح إلى أن يمسي، وجعل الله تعالى له خريفا في الجنة " قال: فقلنا: يا أمير المؤمنين، وما الخريف؟ قال: " الساقية التي تسقي النخل " (1)

حَرَص الإسلامُ على كلِّ ما يُقرِّبُ بينَ المُسلِمين، ومِن هذه الأفعالِ الَّتي مِن شأنِها أن تَنشُرَ المودَّةَ زيارةُ المريضِ.


وفي هذا الحَديثِ يخبرُ عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال:

"ما مِن رجُلٍ"، أي: ما مِن رجلٍ مُسلِمٍ

"يَعودُ مَريضًا"، أي: يَزورُه

"مُمسيًا"، أي: يَذهَبُ إليه في المساءِ،

"إلَّا خرَج معه"، أي: كان في مَعيَّتِه

"سَبْعونَ ألفَ ملَكٍ يَستغفِرونَ له حَتَّى يُصبِحَ"، أي: يَطلُبون مِنَ اللهِ المغفِرةَ له اللَّيلَ كلَّه،

"وكان له"، أي: مِنَ الثَّوابِ والأجرِ

"خَريفٌ في الجَنَّةِ"، والخَريفُ هو بُستانٌ فيه مِن ثِمارِ الجَنَّةِ، ثُمَّ قال عليٌّ رَضِي اللهُ عَنْه:

"ومَن أتَاه مُصبِحًا"، أي: زارَه في وقتِ الصَّباحِ،

"خرَج معه سَبعُون ألفَ ملَكٍ يَستغفِرون له حَتَّى يُمْسيَ"، أي: يَستغفِرون له حَتَّى يَدخُلَ عليه وقتُ المَساءِ،

"وكان له" أيضًا مِن الثَّوابِ والفَضلِ

"خَريفٌ في الجنَّة"، أي: بُستانٌ في الجنَّةِ.


وفي الحَديثِ: بيانُ الفضلِ العظيم لزِيارةِ المريضِ.