مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه 88
حدثنا أبو نوح، حدثنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه
عن عمر بن الخطاب، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قال: فسألته عن شيء ثلاث مرات فلم يرد علي، قال: فقلت لنفسي: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فلم يرد عليك، قال: فركبت راحلتي فتقدمت مخافة أن يكون نزل في شيء، قال: فإذا أنا بمناد ينادي: يا عمر، أين عمر؟ قال: فرجعت، وأنا أظن أنه نزل في شيء، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " نزلت علي البارحة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} [الفتح: 1 - 2] (1)
قَوْلُهُ "فِي سَفَرٍ" : هُوَ سَفَرُ الْحُدَيْبِيَةِ.
"فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ" : قِيلَ: لِاشْتِغَالِهِ بِمَا كَانَ مِنْ نُزُولِ الْوَحْيِ،
وَتَكْرِيرِ السُّؤَالِ مِنْ عُمَرَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ لِظَنِّهِ أَنَّهُ مَا سَمِعَ.
"ثَكِلَتْكَ" : - بِكَسْرِ الْكَافِ - ; أَيْ: فَقَدَتْكَ، قِيلَ: دُعَاءٌ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمَوْتِ،
وَالْمَوْتُ يَعُمُّ كُلَّ أَحَدٍ، فَالدُّعَاءُ بِهِ كُلَا دُعَاءٍ.
"نَزَرْتَ" : - بِزَايٍ مَفْتُوحَةٍ مُخَفَّفَةٍ، وَقَدْ تُشَدَّدُ - ; أَيْ: أَلْحَحْتَ عَلَيْهِ وَبَالَغْتَ فِي السُّؤَالِ.
"فَتَقَدَّمَتُ" : أَيْ: فِي السَّيْرِ.
"مَخَافَةَ" : أَيْ: مَخَافَةَ أَنْ أَزِيدَ فِي السُّؤَالِ حَتَّى يَنْزِلَ فِيَّ شَيْءٍ; أَيْ: فِي مَذَمَّتِي.