أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى
بطاقات دعوية
(أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين) (البقرة 16)
قال السعدي رحمه الله :
أولئك، أي: المنافقون الموصوفون بتلك الصفات
{الذين اشتروا الضلالة بالهدى} أي: رغبوا في الضلالة، رغبة المشتري بالسلعة، التي من رغبته فيها يبذل فيها الأثمان النفيسة. وهذا من أحسن الأمثلة، فإنه جعل الضلالة، التي هي غاية الشر، كالسلعة، وجعل الهدى الذي هو غاية الصلاح بمنزلة الثمن، فبذلوا الهدى رغبة عنه بالضلالة رغبة فيها، فهذه تجارتهم، فبئس التجارة، وبئس الصفقة صفقتهم.
وإذا كان من بذل دينارا في مقابلة درهم خاسرا، فكيف من بذل جوهرة وأخذ عنها درهما؟
" فكيف من بذل الهدى في مقابلة الضلالة، واختار الشقاء على السعادة،
ورغب في سافل الأمور عن عاليها ؟ "
فما ربحت تجارته، بل خسر فيها أعظم خسارة.
{قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين} .
وقوله: {وما كانوا مهتدين} تحقيق لضلالهم، وأنهم لم يحصل لهم من الهداية شيء،
فهذه أوصافهم القبيحة.