استقبال الإمام الناس بوجهه في الخطبة
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز، عن داود، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر، ويوم الأضحى إلى المصلى فيصلي بالناس، فإذا جلس في الثانية وسلم قام فاستقبل الناس بوجهه والناس جلوس، فإن كانت له حاجة يريد أن يبعث بعثا ذكره للناس، وإلا أمر الناس بالصدقة، قال: «تصدقوا» ـ ثلاث مرات ـ فكان من أكثر من يتصدق النساء
صلاةُ العيدِ لها أهمِّيَّةٌ عَظيمةٌ في الإسلامِ ففيها تَظهَرُ قوَّةُ الإسلامِ ووَحْدَةُ المسلِمين وتَجمُّعُهم، مع ما فيه مِن إظهارِ البَهجةِ والسُّرورِ والإقبالِ على اللهِ عزَّ وجلَّ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبُو سَعِيدٍ الخُدْريُّ رَضِي اللهُ عنه، فيقولُ: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَخرُجُ يومَ العيدِ"، أي: يَخرُجُ للخَلاءِ وفي مكانٍ واسعٍ، "فيصلِّي بالنَّاسِ رَكعتَينِ، ثُمَّ يُسلِّمُ؛ فيَقِفُ على رِجْلَيه فيَستَقبِلُ النَّاسَ وهم جُلوسٌ": أي: لِيَخطُبَ خُطبةَ العيدِ، "فيَقولُ: تَصدَّقوا تصَدَّقوا"، أي: إنَّ ما يَذكُرُه في الخُطبةِ أنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يأمُرُ أصحابَه بالصَّدَقةِ؛ "فأكثَرُ مَن يتَصدَّقُ النِّساءُ؛ بالقُرْطِ"، وهو مِن الزِّينةِ الَّتي تَلبَسُها النِّساءُ وتُعلِّقُها في الأُذُنِ، "والخاتَمِ والشَّيءِ"، أي: أشياءَ أُخَرَ مِن حُلِيِّهنَّ، "فإنْ كانت له حاجةٌ يُريدُ أن يَبعَثَ بَعثًا"، أي: إنْ أراد أن يُرسِلَ جيشًا إلى جِهَةٍ مُعيَّنةٍ، "يَذكُرُه لهم وإلَّا انصَرَف"، وإنَّما يَأمُرُهم يومَ العِيدِ بذلك لاجتِماعِهم هُناك؛ فلا يَحتاجُ إلى أن يَجمَعَهم مرَّةً أخرى
وفي الحديثِ: بَيانُ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في صلاةِ العيدِ وأنَّ الخُطبةَ تَكونُ بعدَ الصَّلاةِ ويَقِفُ الإمامُ أمامَ النَّاسِ
وفيه: الحثُّ على الصَّدَقاتِ في خُطبَةِ العِيدِ