الأخذ من الشارب 1
سنن النسائي
أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا سفيان، أخو قبيصة، ومعاوية بن هشام، قالا: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولي شعر، فقال ذباب:، فظننت أنه يعنيني، فأخذت من شعري، ثم أتيته، فقال لي: «لم أعنك وهذا أحسن»
المسلِمُ الحقُّ يَهتَمُّ بالنَّظافَةِ؛ فقد أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بذلك؛ ومن ذلك اهتِمامُ المسلِمِ بشَعرِه
وفي هذا الحَديثِ يقولُ وائلُ بنُ حُجْرٍ رضِيَ اللهُ عنه: أتيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ولي شَعرٌ طويلٌ، فلمَّا رَآني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: "ذُبابٌ ذُبابٌ"، أي: قَبيحٌ قَبيحٌ، "قال" وائلُ بنُ حُجْرٍ: ففهِمْتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال تِلك الكلِماتِ في شَعرِي الطَّويلِ، "فرجعْتُ" من مجلِسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلى بيْتِي، "فجزَزْتُه"، أي: قطعْتُ وقصَّرْتُ ما طالَ مِن شَعْرِي، "ثمَّ أتيْتُه"، أي: رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، "من الغَدِ" في اليومِ التَّالي، "فقال" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إنِّي لمْ أعْنِكَ"، أي: لم أقصِدْكَ، ولم أرِدْكَ بقولي: "ذُبابٌ ذُبابٌ"، "وهذا"، أي: تَقصيرُ الشَّعرِ، "أحسَنُ" من إطالَتِه وإنْ كانتِ الإطالَةُ لا بأْسَ بها، وكأنَّ النَّبيَّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ يقولُ له: إنْ كنتَ قدْ أسأْتَ الفهْمَ فقد أحسنْتَ العمَلَ
وفي الحَديثِ: فَضيلَةُ الصَّحابَةِ ومُبادرَتُهم إلى إزالَةِ ما ظَنَّ أنَّه كُرِه منهم
وفيهِ: الاعتِذارُ لِمَن خُشِيَ كسْرُ قلْبِه، وتأْليفُه وجبْرُ قلْبِه