الأذان لمن جمع بين الصلاتين بعد ذهاب وقت الأولى منهما 2
سنن النسائي
أخبرني إبراهيم بن هارون قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، أن جابر بن عبد الله قال: «دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان وإقامتين، ولم يصل بينهما شيئا»
كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عَنهم مِن أَشدِّ النَّاسِ اتِّباعًا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم واقتِداءً به، وخصوصًا في العِباداتِ؛ ومِن هذه العِباداتِ أداءُ المناسِكِ؛ فقد قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "خُذوا عنِّي مَناسِكَكم"
وفي هذا الحديثِ يَروي أشْعَثُ بنُ سُلَيمٍ عن أبيهِ أنَّه قال: أقبَلتُ معَ ابنِ عُمرَ مِن عرَفاتٍ إلى المُزدَلِفَةِ فلم يَكُنْ "يَفتُرُ"، يَعني: يمَلُّ "مِن التَّكبيرِ والتَّهليلِ، حتَّى أتَينا المزدَلِفَةَ"؛ يعني: كان ابنُ عُمرَ وهو في الطَّريقِ مِن عرفَةَ ذاهِبًا إلى مُزدلِفَةَ يَحمَدُ اللهَ ويُهلِّلُه ويُكبِّرُه، فأذَّن وأقام لصلاةِ المغرِبِ، أو أنَّه أمَرَ إنسانًا فأذَّنَ وأقام، فصلَّى بنا المغرِبَ ثلاثَ ركَعَاتٍ، فلمَّا انتهى مِن الصَّلاةِ، ثمَّ التفَتَ إلينا فقال: "الصَّلاةَ"، يَعني: صَلُّوا صَلاةَ العِشاءِ، فصَلَّى بنا العِشاءَ ركعَتَين، ثمَّ "دَعا بِعَشائه"، يَعني: الطَّعامَ، ثمَّ أخبَرَ الرَّاوي؛ وهو أشْعَثُ بنُ سُلَيمٍ، فقال: "وأخبَرَني عِلاجُ بنُ عمرٍو بمِثلِ حَديثِ أبي عن ابنِ عمَرَ، قال: فقيل لابنِ عمَرَ في ذلك"، يَعني: فيما فعَل، فقال عبدُ اللهِ بنُ عمَرَ: "صلَّيتُ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم هكذا"، أي: مثلَ ما سبَقَ بالحديثِ