التصاوير 7
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا داود بن أبي هند، قال: حدثنا عزرة، عن حميد بن عبد الرحمن، عن ابن هشام، عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان لنا ستر فيه تمثال طير مستقبل البيت إذا دخل الداخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة، حوليه، فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا» قالت: «وكان لنا قطيفة لها علم فكنا نلبسها فلم نقطعه»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أعبدَ النَّاسِ وأطوعَهم للهِ عزَّ وجلَّ، وقد ضرَب لأمَّتِه المثَلَ في كَمالِ طاعتِه للهِ عزَّ وجلَّ، وحَذَّر عن كلِّ ما يُغضِبُ اللهَ عزَّ وجلَّ
وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: "خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خَرْجَةً ثمَّ دخَل"، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خرَج لمُهمَّةٍ، أو قَضاءِ حاجةٍ، ثمَّ جاء ودَخَل البيتَ "وقد علَّقْتُ قِرَامًا"، أي: وضَعْتُ قِرامًا على حائطٍ، والقِرَامُ هو السِّترُ الرَّقيقُ مِن صُوفٍ ذي ألوانٍ، وقيل: الغليظُ، وقيل: السِّترُ الرَّقيقُ وراءَ السِّترِ الغليظِ، وقيل: السِّترُ المنقوشُ، وقيل: القِرَامُ مُطلَقُ السِّترِ، "فيه الخَيلُ أُولاتُ الأجنحةِ"، أي: على هذا القِرَامِ صُوَرٌ لخَيلٍ لها أجنحةٌ، قالت عائشةُ رَضِي اللهُ عَنها: "فلمَّا رآه"، أي: فلَمَّا أبصَرَه وشاهَدَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، قال: "انزِعيه"، أي: أمَرها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بإزالتِه؛ لأنَّ الصُّوَرَ فيها مضاهاةٌ لخَلقِ اللهِ عزَّ وجلَّ وهذا من كبائرِ الذُّنوبِ، وتمنَعُ دُخولَ الملائكةِ الَّتي تنزِلُ بالرَّحمةِ في البَيتِ وتَدْعو وتَستغفِرُ لأهلِه
وفي الحديثِ: نهيُ الرَّجُل أهلَه عنِ المُنكَرِ؛ فهو القائمُ عليهم والمتولِّي أمرِهم