الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة 1
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، أن أبا أيوب الأنصاري أخبره، أنه «صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعا»
الحجُّ هو الرُّكنُ الخامسُ مِن أركانِ الإسلامِ، وقد بيَّن رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَناسِكَ الحجِّ بأقوالِه وأفعالِه، ونَقَلَها لنا الصَّحابةُ الكِرامُ رَضيَ اللهُ عنهم كما تَعلَّموها منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وفي هذا الحديثِ يَروي أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَمَعَ في حَجَّةِ الوَداعِ -وسُمِّيَتْ حَجَّةَ الوداعِ؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان كالمُوَدِّعِ لهم في خُطَبِ الحجِّ، ولمْ يَلْبَثْ كثيرًا بعدَه، وكانت في السَّنةِ العاشرةِ مِن الهجْرةِ- جمعَ بيْنَ المَغربِ والعِشاءِ بِمُزْدَلِفةَ جمْعَ تَأخيرٍ مع قصْرِ صَلاةِ العِشاءِ، وذلك بعْدَ نُزولِه مِن عَرَفاتٍ في لَيلةِ العاشرِ مِن ذي الحِجَّةِ، وكانت كلُّ صَلاةٍ منهما بإقامةٍ، ولم يَتنفَّلْ بيْنهما، ولا بعدَ كلِّ واحدةٍ منهُما
والمُزدلِفةُ اسمٌ للمكانِ الذي يَنزِلُ فيه الحَجيجُ بعْدَ الإفاضةِ مِن عَرَفاتٍ، ويَبيتونَ فيه لَيلةَ العاشرِ مِن ذي الحِجَّةِ، وفيه المَشعَرُ الحرامُ، وتُسمَّى جَمْعًا، وتَبعُدُ عن عَرَفةَ حوالي (12 كم)، وهي بجِوارِ مَشعَرِ مِنًى