الخضاب بالصفرة 1
سنن النسائي
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا الدراوردي، عن زيد بن أسلم، قال: رأيت ابن عمر يصفر لحيته بالخلوق، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إنك تصفر لحيتك بالخلوق، قال: «إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفر بها لحيته، ولم يكن شيء من الصبغ أحب إليه منها، ولقد كان يصبغ بها ثيابه كلها حتى عمامته» قال: أبو عبد الرحمن: «وهذا أولى بالصواب من حديث قتيبة»
كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عَنهم يَحرِصون على اتِّباعِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم حتَّى في مَلبَسِهم ومَظهَرِهم
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ زيدُ بنُ أسلَمَ: "أنَّ ابنَ عُمرَ كان يَصبُغُ لِحْيتَه"، أي: يُغيِّرُ مِن لَونِها "بالصُّفْرَةِ"، أي: يَجعَلُ لونَ شَعرِ لِحيَتِه أصفَرَ، وذلك بنَباتِ الوَرْسِ، والوَرْسُ: نَباتٌ كالسِّمْسِمِ أصفَرُ، "حتَّى تَمتلِئَ ثِيابُه مِن الصُّفرةِ"، أي: مِن كَثرَةِ صَبغِه لِلحيَتِه، "فقيلَ لابنِ عُمرَ: لِم تَصبُغُ بالصُّفرَةِ؟ فقال" ابنُ عُمرَ: "إنِّي رأَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَصبُغُ بها"، أي: امتِثالًا مِنه لفِعْلٍ قد رآه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فهو يَتَّبِعُه فيه، "ولم يَكُنْ شيءٌ أحَبَّ إليه"، أي: إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "مِنها"، أي: مِن الصَّبْغِ بالصُّفْرَةِ، "وقد كان يَصبُغُ بها ثِيابَه كلَّها حتَّى عِمامَتَه"، أي: حتَّى إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لِحُبِّه للصُّفرَةِ وإعجابِه بها كان يَستَعمِلُها لِجَميعِ ثيابِه بما في ذلك عِمامَتُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم