الرخصة في حلق الرأس
سنن النسائي
أخبرنا إسحق بن إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيا حلق بعض رأسه وترك بعضا، فنهى عن ذلك، وقال: «احلقوه كله أو اتركوه كله»
جاء الإسلامُ بكل الآدابِ الحَسَنةِ في كلِّ نواحي الحَياةِ؛ فينبغي للمُسلِمِ أنْ يَتأدَّبَ بها، ومِن هذه الآدابِ ما يَتعلَّقُ بالأولادِ وتأديبِهم وتربيتهم على مَحاسِنِ الأخلاقِ وجَميلِ الصِّفاتِ
وفي هذا الحديثِ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رأَى صَبِيًّا" صغيرًا "قد حلَقَ بعضَ رأسِه وترَكَ بعضًا"، وهذا ما يُسمَّى بالقَزَعِ، "فنَهى عن ذلك"، أي: عن حلْقِ بعضِ الشَّعَرِ وترْكِ بعضِه، وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "احلِقوهُ كلَّه، أو اترُكوهُ كلَّه"، بمعنى احلِقوا كلَّ الشَّعَرِ ولا تترُكوا منه شيئًا، أو يكونُ التقصيرُ لجميعِ الشعرِ دونَ بعضِه، أو اترُكوه كلَّه؛ وذلك لأنَّ الحَلْقَ بهذه الصُّورةِ فيه تَشويهٌ للهيئةِ، وقيل: لأنَّه زِيُّ الشيطانِ، وقيل: لأنَّه زِيُّ اليهودِ وهيئتُهم
وفي الحديثِ: اهتمامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتربيةِ الأبناءِ وتأديبِهم
وفيه: الاهتمامُ بالشكلِ والهيئةِ الجميلةِ التي ليس فيها تَهَتُّكٌ