السرعة بالجنازة 3
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم»
جاء الإسلامُ مُؤكِّدًا على قِيمةِ النَّفسِ الإنسانيَّةِ منذُ مولدِها حتَّى مَوتِها، وقد تجلَّى ذلك في الأحكامِ الَّتي خصَّها بالمَيتِ، ويَظهَرُ هذا في صورةٍ واضحةٍ في اهتِمامِ الإسلامِ بجنائزِ الموتى ودَفْنِها ونَقْلِها إلى القَبرِ والبرزخِ.
وفي هذا الحَديثِ يَروي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَر صحابتَه رَضيَ اللهُ عنهم أن يُسرِعوا بالجِنازةِ -والجِنازةُ اسمٌ للنَّعشِ الَّذي عليه المَيتُ-، فإنْ تَكُ صالحةً فخيرٌ يُقَدِّمونها إليه؛ لأنَّهم إنَّما يُسرِعون بها إلى نعيمِها وسعادتِها، وإلى رَوضةٍ مِن رياضِ الجنَّةِ، وإنْ كانتْ تلك الجنازةُ الشَّقيَّةُ شرًّا فوقَ أعناقِهم، فلْيُسارِعوا إلى التخلُّصِ منها
ويكونُ الإسراعُ بحيث لا يَنتَهي إلى شِدَّةٍ يُخافُ معها حدوثُ مَفسَدةٍ للمَيتِ، أو مشَقَّةٍ على الحاملِ أو المشَيِّعِ، ورُبَّما يكونُ مقصودُ الحديثِ ألَّا يُتباطَأَ بالمَيتِ عن الدَّفنِ؛ لأنَّ التَّباطُؤَ رُبَّما أدَّى إلى التَّباهي والاختيالِ
وفي الحديثِ: الحثُّ على الإسراعِ بالجِنازةِ لمصلحةِ المَيتِ إنْ كان سعيدًا، أو لمصلحةِ المشَيِّعينَ إنْ كان شَقيًّا