رياض الصالحين- باب الصبر18

بطاقات دعوية

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: لما كان يوم حنين آثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناسا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مئة من الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مثل ذلك، وأعطى ناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة. فقال رجل: والله إن هذه قسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله، فقلت: والله لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيته فأخبرته بما قال، فتغير وجهه حتى كان كالصرف. ثم قال: «فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟» ثم قال: «يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر». فقلت: لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثا (1). متفق عليه. (2)
وقوله: «كالصرف» هو بكسر الصاد المهملة: وهو صبغ أحمر.
__________
(1) في الحديث: دليل على أن للإمام أن يعطي من يرى في عطيته المصلحة ولو أكثر من غيره، إذا كان في هذا مصلحة للإسلام، ليست مصلحة شخصية يحابي من يحب ويمنع من لا يحب، لا، إذا رأى في هذا مصلحة للإسلام وزاد في العطاء؛ فإن هذا إليه وهو مسؤول أمام الله، ولا يحل لأحد أن يعترض عليه فإن اعترض عليه فقد ظلم نفسه. شرح رياض الصالحين لابن عثيمين 1/ 116.