الصلاة على الحصير
سنن النسائي
أخبرنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك: «أن أم سليم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيها فيصلي في بيتها فتتخذه مصلى، فأتاها فعمدت إلى حصير فنضحته بماء، فصلى عليه وصلوا معه»
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم يَتبرَّكونَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في حياتِه، ويَحرِصونَ على تتبُّعِ أحوالِه وأفعالِه
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ أمَّ سُلَيْمٍ سأَلَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن يأتيَها فيُصلِّيَ في بيتِها فتتَّخِذَه مُصلًّى"، أي: طلَبَتْ منه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن يأتيَ ليُصلِّيَ في مَكانٍ مِن البيتِ حتَّى تتبرَّكَ به، فتتَّخِذَه مكانًا للصَّلاةِ بعدَ ذلكَ، وأمُّ سُلَيْمٍ هي أمُّ أنَسِ بنِ مالكٍ، "فأتاها"، أي: استجاب لها، ولبَّى الدَّعوةَ، "فعمَدَتْ إلى حَصِيرٍ فنضَحَتْه بماءٍ"، أي: أتَتْ بحَصيرٍ لها، فرَشَّتْه بالماءِ حتَّى ينظُفَ، والحصِيرُ: البِساطُ المنسوجُ مِن جَريدِ النَّخلِ أو غيرِه، سُمِّيَ بذلك لأنَّه يَلِي وَجْهَ الأرضِ، وقيل: لأنَّه حُصِرَتْ أعوادُه بعضُها مع بعضٍ، وهو مُصلًّى كبيرٌ قَدْرَ طولِ الرَّجُلِ أو أكثَرَ، "فصلَّى عليه، وصلَّوْا معه"، أي: صلَّى بأهلِ البيتِ على ذلكَ الحصِيرِ
وفي الحديثِ: اتِّخاذُ مَوضعٍ للصَّلاةِ في البيتِ