الصلاة قبل الإمام يوم العيد
سنن النسائي
أخبرنا إسحق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأشعث، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم، أن عليا استخلف أبا مسعود على الناس فخرج يوم عيد، فقال: «يا أيها الناس، إنه ليس من السنة أن يصلى قبل الإمام»
كان الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم لا يَترُكون مَوقِفًا فيه سُنَّةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إلَّا أبانوها ونشَروها؛ لِيَعمَلَ بها النَّاسُ
وفي هذا الحديثِ يَحكي ثَعلبةُ بنُ زَهْدَمٍ: أنَّ عَليَّ بنَ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه "استَخلَفَ أبا مَسعودٍ على النَّاسِ"، أي: جعَلَه خَليفةً له في الحُكمِ، يقومُ مَقامَه في رِعايةِ شُؤونِ المسلِمين، وسائرِ الأمورِ الخاصَّةِ بالولايةِ، وكان ذلك لَمَّا خرَج عليُّ بنُ أبي طالبٍ إلى صِفِّينَ، "فخرَج يومَ العيدِ، فقال: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّه ليس مِن السُّنَّةِ أن يُصلِّيَ قبلَ الإمامِ"، أي: ليس مِن السُّنَّةِ أن تُصلِّيَ، أي: نافلةً قبلَ صَلاةِ الإمامِ للعيدِ، سواءٌ في المصلَّى أو غيرِه، فدلَّ هذا الحديثُ على المنع من ذلك، حيث أنكرَ عليهم، وأخْبَر أنَّه ليس مِن السُّنَّةِ
وفي الحديثِ: حثُّ الصَّحابةِ النَّاسَ على فِعْلِ السُّنَّةِ، وإنكارُهم ما سِواها
وفيه: احتِسابُ النِّيَّةِ في العمَلِ بالسُّنَّةِ بتَرْكِ بعضِ الطَّاعاتِ في وقتٍ معيَّنٍ، كما في فِعْلِ الطَّاعاتِ في وقتٍ آخرَ