﴿الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار﴾ (الرعد٨-١٠)
قال السعدي رحمه الله:
يخبر تعالى بعموم علمه وسعة اطلاعه وإحاطته بكل شيء فقال:
{الله يعلم ما تحمل كلل أنثى} من بني آدم وغيرهم،
{وما تغيض الأرحام} أي: تنقص مما فيها إما أن يهلك الحمل أو يتضاءل أو يضمحل
{وما تزداد} الأرحام وتكبر الأجنة التي فيها،
{وكل شيء عنده بمقدار} لا يتقدم عليه ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص إلا بما تقتضيه حكمته وعلمه.
فإنه {عالم الغيب والشهادة الكبير} في ذاته وأسمائه وصفاته
{المتعال} على جميع خلقه بذاته وقدرته وقهره.
{سواء منكم} في علمه وسمعه وبصره.
{من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل} أي: مستقر بمكان خفي فيه،
{وسارب بالنهار} أي: داخل سربه في النهار والسرب هو ما يختفي فيه الإنسان إما جوف بيته أو غار أو مغارة أو نحو ذلك.