سيادة العبد

بطاقات دعوية

سيادة العبد

قال أيوب السختياني لا يسود العبد حتى يكون فيه خَصْلتان: اليأس مما في أيدي الناس، والتغافل عما يكون منهم 

أيوب السختياني العنزي هو سيد من سادات التابعين اسمه أيوب بن أبي تميمة، وأبو تميمة واسمه كيسان السختياني العنزي أبو بكر البصري مولى قبيلة عنزة بن ربيعة. قال إسماعيل بن عُلية: ولد أيوب سنة ست وستين، وقال غيره: ولد قبل الجارف بسنة، سنة ثمان وستين،وقال الذهبي: مولده عام توفي ابن عباس سنة ثمان وستين، وقد رأى أنس بن مالك، وما وجدنا له عنه رواية مع كونه معه في بلد، وكونه أدركه وهو ابن بضع وعشرين سنة. ولقبة السختياني نسبة إلى عمل السختيان أو بيعه.

عن حماد بن زيد قال: ما كنت تسقى أيوب شربه من ماء على القراءة إلا أن تعرفه، كان شعره وافراً، يحلقه من السنة إلى السنة قال: فكان ربما طال فينسجه هكذا، كأنه يفرقُه .

عن الحسن قال: أيوب سيد شباب أهل البصرة وكان محمد بن سيرين إذا حدثه أيوب بالحديث يقول: حدثني الصدوق.وعن هشام بن عروة قال: ما قدم علينا من العراق أحد أفضل من ذاك السختياني أيوب

====

ويستدل لكلامه رحمه الله في الاستغناء

بقوله تعالى { إياك نعبد وإياك نستعين }

فصلاح العبد في عبادة الله واستعانته، وفي عبادة ما سواه ؛ والاستعانة بما سواه ؛ مضرته وهلاكه وفساده.

وقوله تعالى: { أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن إن الكافرون إلا في غرور أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور } .

فالنصر يتضمن دفع الضرر ؛ والرزق يتضمن حصول المنفعة.

 

وبما رواه الإمام مسلم وغيره عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة؛

فقال: ألا تبايعون رسول الله؟ وكنا حديث عهد ببيعة

فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله.

ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟

فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله.

ثم قال: ألا تبايعون رسول الله؟

قال: فبسطنا أيدينا

وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟

قال: على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، والصلوات الخمس، وتطيعوا - وأَسَرَّ كلمةً خفية - ولا تسألوا الناس شيئا.

فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه؛

 =======

وروي عنه صلى الله عليه وسلم أن جبريل أوصاه فقال (اعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس) أخرجه الطبراني وحسنه المنذري وهو ضعيف.

=======

ويستدل على كلامه في التغافل بقوله تعالى

وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ

فأعرض صلى الله عليه وسلم عن بعض الخطأ تغافلًا منه.

قال الحسن رضي الله عنه:

" ما استقصى كريم قط قال الله تعالى عرف بعضه وأعرض عن بعض"

===

قالوا في خلق التغافل ..

ليس الغبي بسيد في قومه *** لكن سيد قومه المتغابي

وقال الحسن البصري: "ما زال التغافل من فعل الكرام"

وقال الشافعي: "الكيس العاقل؛ هو الفطن المتغافل"

وقال الأعمش رحمه الله : " التغافل يطفئ شراً كثيراً "

 وقال الإمام أحمد "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل".