باب أتباع الأنصار
بطاقات دعوية
عن زيد بن أرقم: قالت الأنصار: يا رسول الله! لكل نبي أتباع، وإنا قد اتبعناك، فادع الله أن يجعل أتباعنا منا، فدعا به (وفي رواية:
"اللهم! اجعل أتباعهم منهم")، فنميت ذلك إلى ابن أبي ليلى؛ قال: قد زعم ذلك زيد. [قال شعبة: أظنه زيد بن أرقم] ".
إنَّ مِن سِماتِ المُؤمِنِ الصَّادقِ أنْ يُحِبَّ لإخْوانِه المُؤمِنينَ مِن الخَيرِ والفَضلِ والرِّفْعةِ ما يُحِبُّه لنَفْسِه.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي زَيدُ بنُ أرْقَمَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ الأنْصارَ قالوا: «يا رَسولَ اللهِ، لكُلِّ نَبيٍّ أتْباعٌ» يَتبَعونَه، ويَنصُرونَه، ونحن أتْباعُكَ، فادْعُ اللهَ أنْ يَجعَلَ أتْباعَنا -أي: حُلَفاءَنا ومَوالِيَنا- مِنَّا، أي: في الشَّرفِ والرُّتْبةِ، ومُتَّصِلينَ بنا، مُقتَفينَ آثارَنا بإحْسانٍ؛ ليَكونَ لهم ما جُعِلَ لنا مِن العِزِّ والشَّرفِ، وحتَّى يَنالَهم شَرفُ قَولِه تعالَى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]، والمُرادُ: أنْ يُقالَ لهمُ: «الأنْصارُ»؛ حتَّى تَتَناوَلَهمُ الوَصيَّةُ بهم بالإحْسانِ إليهم، ونَحوِ ذلك، فدَعا لهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما سَأَلوا، فجعَل أتْباعَهم منهم.
وفي الحَديثِ: التَّنْبيهُ على شَرفِ صُحبةِ الأخْيارِ.
وفيه: مُبادَرةُ المُسلِمِ ومُسارَعتُه للأعْمالِ الَّتي فيها نَفعٌ للعِبادِ متى ما طُلِبَ منه ذلك، كما فعَل رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الدُّعاءِ لأتْباعِهم، ولم يَتَوانَ في ذلك.