باب أحب الأعمال إلى الله أدومها
بطاقات دعوية
عن علقمة قال سألت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قال قلت يا أم المؤمنين كيف كان عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل كان يخص شيئا من الأيام قالت لا كان عمله ديمة وأيكم يستطيع ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستطيع. (م 2/ 189
أَفْضَلُ الأعمالِ إلى اللهِ تعالَى ما كان دائمًا وإنْ كان قليلًا.
وفي هذا الحديثِ يَروي التابعيُّ عَلْقمةُ بنُ قَيسٍ النَّخْعيُّ أنَّه سَأَلَ أمَّ المؤمنينَ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها عن تَخصيصِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأيَّامٍ مِن الشَّهرِ بالعمَلِ الصَّالحِ والطَّاعاتِ دونَ غيرِها، فَنَفَت ذلك عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها، ثمَّ أخْبَرتْ أنَّ عَمَلَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان دائمًا غيرَ مُنقطِعٍ، و«الدِّيمةُ» في الأصلِ: المطَرُ المُستمِرُّ مع سُكونٍ بلا رَعْدٍ ولا بَرْقٍ، ثمَّ استُعمِلَ في غَيرِه؛ شَبَّهَت عَمَلَه في دَوامِه مع الاقتصادِ بدِيمةِ المَطَرِ، ثمَّ أخْبَرَت أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُطيقُ مِنَ العبادَةِ ويَستطيعُ ما لا يَستطِيعُ غيرُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كَمِّيَّةً كانت أو كَيفيَّةً؛ مِن خُشوعٍ، وخُضوعٍ، وإخباتٍ، وإخلاصٍ. فعلى المسلمِ أنْ يَجتهِدَ في العِبادةِ وأعمالِ التَّطوُّعِ على قدْرِ طاقتِه، ويُداوِمُ عليها.
وفي الحَديثِ: أنَّ الطَّاعاتِ وأعمالَ الخيرِ مَفتوحةٌ في كلِّ الأيَّامِ، ولا تَختَصُّ بأيَّامٍ دونَ غيرِها إلَّا ما خَصَّصَه الشَّارعُ بمَزيدِ الفضلِ.