باب: أكل التمر مقعيا
بطاقات دعوية
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمر فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسمه وهو محتفز (4) يأكل منه أكلا ذريعا. وفي رواية: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - مقعيا يأكل تمرا. (م 6/ 122
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأكُلُ مِن الطَّعامِ ما رَزَقه اللهُ به، ويَرْضى بالقليلِ، ويَتواضَعُ في أكلِه وهَيئتِه، تَضرُّعًا للهِ ورِضًا بما رَزَقَه به.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جِيء له بِتمْرٍ، فَجعَلَ يَقْسِمُه على مَن حوْلَه، وهو «مُحتَفِزٌ»، أي: مُستعْجِلٌ وغيرُ مُتمكِّنٍ في جلوسِه، وكان يَأكُلُ منه أكْلًا «ذَريعًا»، أي: سَريعًا أو أكلًا، وفي رِوايةٍ: «حَثيثًا» أي: مُستَعْجِلًا؛ وإنَّما كان يأكلُ كذلك، لِعدمِ نهمِه، وقلَّةِ مُبالاتِه بِأكلِه؛ إذ لم تكُنْ همَّتُه فيما يَجعلُ في بطنِه، وإنَّما كان يَأكُلُ القليلَ مِنَ الطَّعامِ عند الحاجةِ، وعلى جِهةِ التَّواضعِ، أو كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأكُلُ مُستعجِلًا؛ لانشغالِه بأُمورٍ أُخرى حتَّى يُدرِكَها، فأخَذَ ما استطاعَ مِن الطَّعامِ لِيَسُدَّ جُوعَه، ثمَّ يَقومُ مُسرِعًا لقَضائِها.
وفي الحديثِ: بيانُ هدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الجلوسِ على الطَّعامِ.