باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم 6
بطاقات دعوية
وعن أبي مريم الأزدي - رضي الله عنه: أنه قال لمعاوية - رضي الله عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة» فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس. رواه أبو داود والترمذي. (1)
كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتناصحون فيما بينهم، وكانوا حريصين على الخير لبعضهم البعض.
وفي هذا الحديث يقدم أبو مريم الأزدي لمعاوية بن أبي سفيان نصيحة حينما دخل عليه، فقال له: "ما أنعمنا بك أبا فلان، وهي كلمة تقولها العرب" لمن يعتد بزيارته ويفرح بلقائه، "فقلت: حديثا سمعته أخبرك به؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ولاه الله عز وجل شيئا من أمر المسلمين" وشؤونهم، "فاحتجب"، أي: فامتنع، عن الخروج إليهم، ولم يكن على اتصال بهم ولم يقض "خلتهم"، يعني: حاجاتهم، ولم يسد فقرهم؛ فمن عامل الناس هذه المعاملة فسوف يكون جزاؤه من جنس عمله، وهو أن يحتجب الله عنه، فيبعد عنه ويمنعه حاجته وخلته وفقره، فلا يجيب دعوته
فعندما سمع معاوية رضي الله عنه ما قاله جعله على حوائج الناس لقضائها وإيصالها إليهم؛ لأنه ناصح أمين، ويعلم واجبات الإمام والأمير، وسيسعى في حل حوائج الناس، وهذا من مسارعة معاوية رضي الله عنه وتنفيذه للنصيحة