باب إباحة الضب
بطاقات دعوية
حديث ابن عباس، قال: أهدت أم حفيد، خالة ابن عباس، إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أقطا وسمنا وأضبا، فأكل النبي صلى الله عليه وسلم من الأقط والسمن، وترك الضب تقذرا قال ابن عباس: فأكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو حراما ما أكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاف أكل الضب، وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "أن خالته" وهي أم حفيد رضي الله عنها "أهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سمنا وأضبا» والأضب جمع ضب، وهو حيوان من الزواحف يكثر في الصحاري العربية، يأكله العرب، "وأقطا" وهو لبن مجفف يطبخ به، "فأكل"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم "من السمن ومن الأقط، وترك الأضب تقذرا"، أي: امتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الضب؛ لكراهية نفسه له لا كراهية الشرع، يقول ابن عباس: "وأكل على مائدته"، أي: وأكل الصحابة رضي الله عنهم الضب وهم يأكلون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يحرمه، لكن كان سبب تركه الأكل من الضب طبعا لا دينا، أي: إنه غير محرم في الدين، وقد بين سبب تركه في رواية أخرى بأنه لم يكن في أرض قومه فعافه؛ فدل على أنه ما تركه تدينا، بل لنفرة طبعه منه
قال: "ولو كان حراما"، أي: الضب "ما أكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أي: ما ترك أحدا من أصحابه يأكله
وفي الحديث: بيان أدب النبي صلى الله عليه وسلم في الطعام، وأنه كان إذا كره طعاما تركه ولم يعبه