باب إثم من كاد أهل المدينة
بطاقات دعوية
عن سعد رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع (8) كما ينماع الملح في الماء"
المدينةُ النَّبويَّةُ بُقعةٌ مِن الأرضِ مُبارَكةٌ، طَهَّرَها اللهُ مِن الأدناسِ، واختارَها لتَكونَ مُهاجَرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحاضنةَ دَعوتِه، وأساسَ دَولتِه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالَى يدافِعُ عن المدينةِ وأهلِها المؤمنِينَ الصَّالحينَ، ومِن ذلك: أنَّه لا يَمكُرُ أحَدٌ بأهلِ المدينةِ، ويُدبِّرُ لهم الأَذَى في العَلَنِ أو الخَفاءِ؛ إلَّا أهلَكَه اللهُ وأزالَه مِن الوُجودِ سَريعًا، كما يَذُوبُ المِلحُ في الماءِ؛ فمَن أرادَ المَكرَ بهم لا يُمهِلُه اللهُ تعالَى، ولا يُمكِّنُ له سُلطانًا، بل يُذهِبُه عن قَريبٍ، كما انقَضَى شأنُ مَن حارَبَها في التاريخِ. أو المرادُ مَن أرادَها في حَياةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بسُوءٍ اضمَحلَّ أمْرُه. أو المرادُ العَذابُ في الآخِرةِ، كما في صَحيحِ مُسلمٍ: «لا يُريدُ أحَدٌ أهلَ المدينةِ بِشَرٍّ إلَّا أذابَه اللهُ في النَّارِ ذَوْبَ الرَّصاصِ»؛ فجَعَلَ العِقابَ في نارِ جَهنَّمَ.
وفي الحَديثِ: وعيدٌ شَديدٌ لِمَن كادَ أهْلَ المَدينةِ أو أرادَ بهم أيَّ أذًى.