باب إذا لم يخرج الإمام للعيد من يومه يخرج من الغد
حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن جعفر بن أبي وحشية، عن أبي عمير بن أنس، عن عمومة له من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، «أن ركبا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم أن يفطروا، وإذا أصبحوا أن يغدوا إلى مصلاهم»
بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أحكام الأهلة، وكيف نفعل إذا غم علينا الهلال، كما في هذا الحديث، حيث يقول أبو عمير بن أنس بن مالك: حدثني عمومتي من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: "أغمي علينا هلال شوال"، أي: لم نستطع رؤيته لغيم أو نحوه، "فأصبحنا صياما"، أي: أتممنا صوم رمضان ثلاثين يوما، "فجاء ركب من آخر النهار"، أي: جاءت جماعة، وهو جمع راكب، "فشهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس"، أي: شهدوا أنهم رأوا هلال شوال من الأمس، وأن يوم مجيئهم كان هو يوم العيد، "فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطروا من يومهم"، أي: يفطروا بعد أن أخبرهم الركب برؤية الهلال، وكانت الشمس قد ارتفعت وخرج وقت صلاة العيد، "وأن يخرجوا إلى عيدهم من الغد"، وأمره صلى الله عليه وسلم إياهم بالخروج من الغد لأجل عيدهم قد يكون لأحد هذه المعاني: إما لأنه لعله ضاق الوقت عن إدراك الصلاة في وقتها مع الاستعداد، فأمر بتأخير صلاة العيد من الغد في وقته، وهذا ما يتوافق مع ظاهر الحديث. أو ليجتمعوا ويدعوا الله تعالى؛ لأنه يوم مجاور ليوم شريف، وفيه مظنة الإجابة، ولا يلزم من الاجتماع هذا فعل الصلاة. أو يكون المراد من ذلك اجتماعهم في ذلك اليوم؛ لتظهر كثرتهم وقوتهم، ويبلغ ذلك أعداء الدين، فيعظم أمرهم عندهم، ويقع رعبهم في قلوبهم، لا لأن يصلوا كما تصلى صلاة العيد
وفي الحديث: بيان أن الهلال يثبت برؤية العدول.