باب استحباب خفض الصوت بالذكر
بطاقات دعوية
حديث عبد الله بن عمرو، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي من عندك مغفرة، إنك أنت الغفور الرحيم
لا يخلو إنسان عن تقصير في حق الله عز وجل وتلبس ببعض الذنوب، وفي هذا الحديث دعاء من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم علمه أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما سأله عن دعاء يعلمه إياه يدعو به في صلاته، والظاهر أنه يريد عقب التشهد الأخير، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له صلى الله عليه وسلم: «قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا»، وذلك بارتكاب المعاصي، والتقصير في حق الله تعالى، «ولا يغفر الذنوب إلا أنت»، وفي هذا إقرار بالذنب، وأنه من صنع المرء نفسه، وقد أقر واعترف بأنه لا يغفر الذنوب إلا الله؛ لكمال ملكه؛ «فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم»، وهو مثل قوله تعالى: {ومن يغفر الذنوب إلا الله } [آل عمران: 135]، ففيه الإقرار بوحدانية الباري سبحانه وتعالى، واستجلاب لمغفرته بهذا الإقرار.وهذا الدعاء من الجوامع؛ إذ فيه اعتراف بغاية التقصير -وهو كون العبد ظالما لنفسه ظلما كثيرا-، وطلب غاية الإنعام التي هي المغفرة والرحمة؛ إذ المغفرة ستر الذنوب ومحوها، والرحمة إيصال الخيرات، فالأول عبارة عن الزحزحة عن النار، والثاني إدخال الجنة، وهذا هو الفوز العظيم