باب: الإبانة والإفصاح بالكلمة الملفوظ بها إذا قصد بها لما لا يحتمل معناها لم توجب شيئا ولم تثبت حكما
سنن النسائي
أخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثني شعيب، قال: حدثني أبو الزناد، مما حدثه عبد الرحمن الأعرج، مما ذكر أنه سمع أبا هريرة، يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال: «انظروا كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، إنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد»
تَكفَّلَ اللهُ سُبحانَه بحِفظِ نَبيِّه وحِمايتِه مِن الشَّرِّ والأذى المادِّيِّ والمَعنويِّ
وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لكَيفيَّةٍ عَجيبةٍ مِن هذا الحِفظِ؛ فيَحكي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لأصْحابِه رَضيَ اللهُ عنهم: «ألَا تَعجَبونَ كيف يَصرِفُ اللهُ عنِّي شَتْمَ كفَّارِ قُرَيشٍ ولَعْنَهم، يَشتِمونَ مُذمَّمًا، ويَلعَنونَ مُذمَّمًا»، يُريدُ بذلك تَعريضَهم به، باسمِ مُذمَّمٍ مَكانَ محمَّدٍ، وكانتِ العَوراءُ زَوجةُ أبي لَهبٍ تقولُ: مُذمَّمًا قَلَيْنا، ودِينَه أبَيْنا، وأمرَه عَصَيْنا
«وأنا محمَّدٌ»، كَثيرُ الخِصالِ الحَميدةِ الَّتي لا غايةَ لها؛ فمُذمَّمٌ ليس باسمِه، ولا يُعرَفُ به، فكان الَّذي يقَعُ منهم مَصروفًا إلى غيرِه، فيَحصُلُ ضِدُّ قَصدِهم، ويَرُدُّ اللهُ تعالَى كَيْدَهم في نَحْرِهم
وفي الحَديثِ: تَنزيهُ اسمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أنْ يَعلَقَ به أذَى مُشركٍ