باب الإسراف فى الوضوء
بطاقات دعوية
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، حدثنا سعيد الجريري، عن أبي نعامة أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بني، سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول: "إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء" (2).
دُعاءُ الله عزَّ وجلَّ مِن أعظمِ العِباداتِ وأجلِّها، ولهذه العِبادةِ آدابٌ يَنبَغي التَّحلِّي بها والْتزامُها
وفي هذا الحديثِ يقولُ ابنٌ لسَعْدِ بنِ أبي وقَّاصٍ: "سَمِعَني أبي"، أي: سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ، "وأنا أقول" في دُعائي: "اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ الجَنَّةَ ونعيمَها وبَهْجتَها"، أي: حُسْنَها وزِينتَها، "وكذا وكذا"، يَعْني ما في الجَنَّةِ مِنَ المنازِلِ والغُرَفِ والسُّرُرِ والبُسُطِ وغيرِها، "وأَعوذُ بكَ"، أي: أَسْتجيرُ وأتَّقي وأَحْتَمِي بك مِنَ النَّارِ "وسَلاسِلِها": جَمْعُ سِلسلةٍ، "وأغلالِها": جَمْعُ غُلٍّ، وهو الطَّوقُ الَّذي يَكونُ في الرَّقبةِ، "وكذا وكذا"، يَعْني ما فيها مِنْ أنواعِ العذابِ، "فقال" سَعْدُ بنُ أبي وقَّاصٍ: "يا بُنيَّ، إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:
سيَكونُ قومٌ يَعْتَدونَ في الدُّعاءِ"، أي: يَتَجاوَزونَ الحَدَّ فيه؛ كأنْ يَدْعوَ العَبْدُ بما يَسْتحيلُ شَرْعًا أو عادةً، أو يَتكلَّفَ تَكلُّفًا زائدًا في السَّجعِ، أو ما شابَه؛
"فإيَّاكَ"، أي: أُحَذِّرُكَ، "أنْ تكونَ منهم"، أي: مِنَ المُعتَدينَ في الدُّعاءِ، "إنك إنْ أُعْطيتَ الجَنَّةَ"؛ بأنْ دَخَلْتَها بفَضْلِ اللهِ تعالى عليك، أُعْطيتَها وما فيها مِنَ الخيرِ، "وإنْ أُعِذْتَ مِنَ النَّارِ"، أي: أَجارَكَ اللهُ ونجَّاكَ مِنْها فلَمْ تَدْخُلْها، "أُعِذْتَ مِنها وما فيها مِنَ الشَّرِّ"
وفي الحَديثِ: التَّحذيرُ مِنَ الاعْتِداءِ في الدُّعاءِ